أقلامهم

أحمد شمس الدين: بحبك يا حمار أيها المخلوق الوديع

بحبك!

أحمد شمس الدين
بالاعتذار من المطرب الشعبي سعد الصغير الذي تغنى بحب الحمار، بأغنية جميلة مطلعها «بحبك يا حمار.. ولعلمك يا حمار.. ده انا بزعل أوي لما.. حد يقولك يا حمار.. الخ»، من مقاطع الاغنية الجميلة التي اطربت وحازت على إعجاب 13 مليون نسمة وفق قناة ميلودي العربية!
نقول بداية إن الحمار، هذا المخلوق الجميل والصبور الذي يتصف بصفات قلما تتوافر في بني البشر، يتحمل ضغوطات الحياة وصعوباتها، دونما كلل أو ملل، وهو وفق رأي العلماء مخلوق ذكي، والدليل أن دولاً كثيرة قامت بتأسيس جمعيات للحمير لا يُقبل فيها أي «مخلوق بشري» كعضو ما لم يكن من النخبة ولديه مؤهلات عالية جداً! نذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر، جمعية الحمير المصرية التي يعود تاريخها الى عام 1930 وكان قد أسسها الفنان الكبير المبدع الراحل زكي طليمات بهدف رعاية الحمير، وأعيد تأسيسها عام 2004 كجمعية خيرية بهدف رعاية نصف مليون حمار، وهو الرقم المقدر للحمير في مصر!
نسرد هذه المقدمة بعد ان قرأنا النبأ السعيد حول موافقة حمار أميركي أشقر اسمه فيونا وحليوه من مدينة سياتل شمال غرب الولايات المتحدة، وبعد طول تفكير وانتظار، على الزواج من مواطنته التي ظهرت معه في حفلة الخطوبة (وتدعى ليندا) بصورة توضح مدى عشق البشر للحمير!
هذا هو الحمار الذي يشعر الكثير منا بالانزعاج والسخط كلما نعته أحدهم باسمه، متناسين قيمة هذا المخلوق الوديع، الباسم وأهميته، انظر الصورة المنشورة للحمار الاميركي مع زوجته الإنسانة التي احتضنته وهي في قمة النشوة والانجذاب نحو زوج المستقبل، الذي سيكون بمنزلة صمام الأمان والمطيع والوديع، والعامل طوال الوقت دونما كلل او ملل او تذمر او اضراب او مطالبة بزيادة اجر أو كادر كما بني البشر، فهذا المخلوق الذكي لا يعرف الطريق إلى المحاكم لرفع دعاوى الطلاق ضد محبوبته، ولا يكسر القوانين المرورية، ولا يرمي القاذورات في الشارع وعند التقاطعات والاشارات. ويحافظ على الروابط الأسرية ما دام «حيا»، و«لا يشيل بخاطره» كما بني آدم، عندما يعامله البعض معاملة غير لائقة، فهو يؤمن بالتسامح ومقولة عفا الله عما سلف! ما لم يقدم أحدهم على جرح مشاعره وكرامته عندها يعترض «رفسا وعضاً ونهيقاً»!
نبارك للمواطنة الإنسانة على حسن اختيارها للحمار كشريك لحياتها، وما اسعدنا ونحن نقرأ خبر القران السعيد، فهي عاشت معه قصة حب امتدت لعامين لم يكدر صفوهما أي نكد، أو حقد أو حسد، أو ضغينة، أو خيانة كما الكثير من بني البشر ممن يجيدون ايما اجادة الطعن من الخلف!
كم كنا نأمل لو أننا شاركنا في حفل عقد القران الميمون أو حتى وقفنا على الاسم او البريد الالكتروني للحمار وزوجته السعيدة حتى نقوم بالواجب، ولا ندري حتى كتابة هذه الاسطر اين ستقام مراسم الزواج، وعما اذا كان الحمار الاميركي يحصل على قرض زواج يؤهله لتأسيس حياة كريمة مع شريكة حياته من بنك التسليف فرع سياتل، وهل سينتظر بالدور للحصول على منزل العمر الحكومي أم أنه مسنود وعنده واسطة تؤهله للحصول على القسيمة بعد مضي 10 سنوات على الأقل؟!
ختاماً وبعد ان دلفنا عالم الحمير من البوابة الإنسانية، والحياة الزوجية السعيدة من المواطنة الأميركية بنت سياتل، نسأل اخوتنا بني البشر:
لمَ ينعت بعضنا بعضاً بــ«الحمار» كلما احتدم الخلاف بين أي طرفين متنازعين؟!
جاوبونا على ايميلنا المرفق.