دول الخليج والتغيير القادم
أحمد المليفي
يمكن فهم ما اصاب بعض الدول العربية من ربيع ادى الى ازاحة الانظمة من الحكم ووصل الامر الى المحاكمة والقتل. بل ان ما حدث لبعضها يعتبر واجبا مستحقا لما نال شعوبها من ظلم بين، واستبداد واضح. ليس في مجال السياسة فحسب، بل تعدى ذلك الى لقمة العيش وسبل الرزق الكريم. فلم تكتف تلك الانظمة بعدم توافر الحياة الكريمة لشعوبها، لكنها اوغلت في الظلم بمنعها حتى في الوصول لها.
الا ان هذا الوضع لا يمكن ان ينطبق على دول منطقة الخليج والتي ان كانت لنا ملاحظات ومؤاخذات على ممارسات بعض انظمتها ولكنها لا يمكن ان تصل بأي حال من الاحوال الى ما وصلت اليه الانظمة التي ثارت شعوبها.
فدول المنطقة وانظمتها توفر لشعوبها الحياة الكريمة والتعليم العالي والفرص المناسبة لتطوير حياة الشعوب في كل المجالات ومن الظلم مقارنتها مع تلك الانظمة.
وهذا لا يعني ان هذه الأنظمة الخليجية كاملة أو انها حتى قريبة من الكمال فكما لها من الايجابيات الشيء الكثير فان فيها من السلبيات الشيء الكثير كذلك وتحتاج الى عمل كبير لترتقي بنفسها وشعوبها خاصة في المجالين الاقتصادي والسياسي.
والسؤال الذي نوجهه للمنادين بنقل الربيع العربي الى المنطقة. هل المطلوب في النهاية استبدال هذه الانظمة لاحداث التغيير. ام تحفيزها لكي تطور نفسها وتساهم في التغيير ؟ وما النتائج المترتبة على أي من الاسلوبين، ولمصلحةمن؟
ان انظمة الخليج الحاكمة، القائمة على النظام العائلي كانت ومازالت قادرة على احتضان جميع التركيبات القبلية والطائفية والفكرية التي تتكون منها شرائح المجتمع الخليجي. وقد استطاعت من خلال تلك التوازنات ان تتجاوز الكثير من الاشكاليات والازمات خاصة القبلية والطائفية التي تعيشها المنطقة وكان يمكن ان تتفجر في اي لحظة.
ان اي نظام فكري سيأتي كبديل للانظمة القائمة نتيجة لتداعيات الربيع العربي لن يستطيع ان يحقق مثل هذه التوازنات مهما قدم من تطمينات. خاصة ان ملامح الفترة القادمة هي بزوغ فجر الفكر الديني المرتبط ارتباطا تنظيميا بالاخوان المسلمين.
ان تركيبة المنطقة القبلية والطائفية والعائلية لن تسمح ولن تستطيع ان تتعامل مع الفكر الجديد وستتفجر خلافات لها بداية ولن تكون لها نهاية. سيتحول الامن والامان فيها الى خوف. ويتحول الاستقرار الى اضطراب، والنهضة الى دمار واضمحلال. فهل هذا ما نريده لمنطقتنا وللاجيال القادمة من ابنائنا؟

أضف تعليق