أقلامهم

عمر الطبطبائي: أخي وصديق الدرب سعد… أتعلم بأن العشة هي الوطن؟

إلى سعد …


عمر الطبطبائي
أتعلم؟؟ أن يوما ما سيعود العصفور الى عشته له لن يجدها، وسيظل يبحث عنها في جغرافية الأشجار ولن يجدها… بعدها سيندم على ما فات وسيندم على ما هو قادم! وسيظل لاجئا من غصن لآخر باحثا عن حنان مضى… عن ذكرى… إلى أن يقع برصاصة الصياد!
أخي وصديق الدرب سعد… أتعلم بأن العشة هي الوطن؟ وان جغرافية الأشجار هي خريطة العالم برمتها؟ وأن الغصن الآخر هو بلدان أخرى! وان رصاصة الصياد هي «بلاوي» الزمن والاهم أن تعلم بأن العصفور هو انت، نعم أنت يا سعد وكذلك هو كل مواطن دفعته ظروف وطنه للوقوف عند حافة مستنقع اليأس.
لن يحمي هذه العشة الا استمرار القلة الصادقة أمثالك، القلة التي كانت وما زالت تدافع عن الوطن دون أي مصلحة هنا وهناك سوى دفع ضريبة مواقفهم الوطنية الخالصة لمستقبل الوطن، القلة التي تبحث عن الحلول دائما بدلا من التنظير، لذلك قرار استمرارك اليوم لم يعد بيدك! إنما بيد مستقبل هذا الوطن الجريح.
أتعلم يا صديقي بأنك والوطن تتشابهان كثيرا فكلاكما كالشمعة التي تحترق وتحترق وتظل صامدة حتى تنير للبعض الصادق طريقة، فهذا قدرك أن تتعذب من أجل مبادئك في هذا المجتمع الملوث ومن أجل أن تكون أحد الحروف التالية (كاف، واو، ياء، تاء) حتى تلبي نداء الوطن عندما تفقد أحد حروفها!!.
نحن لا نخلق الظروف يا صديقي إنما نتأقلم معها أو نغيرها من خلال طريق النضال، وكما تعلم بأنه طريق مليء بالعقبات لكن علينا خوضه من أجل أبنائك وأخوتهم وأخواتهم، فأنت وامثالك الاسوار المنيعة لحمايتهم من عبث أصحاب المصالح وبسبب من هم مثلك تبقى الحياة جميلة رغم قسوتها!
صديقي… إن في كل مجتمع مناضل، هناك مجموعة تناضل وتعمل من أجل المبدأ ومجموعة أخرى تحاول الوصول عن طريق التسلق على ظهر المجموعة الاولى لتسليط الأضواء عليهم ولقطف الثمار وهم لا يقلون خطورة عن أي فاسد آخر، ووجودك في المجموعة المناضلة هو سيف يقطع طموح المجموعة الثانية لذلك قرار عزوفك وابتعادك سيسهل من عملية ضياع البلد من خلال وصول هذه الشاكلة التي ستمرح وتفرح بابتعادك.
حاول إزالة الهموم من صدرك يا صديقي لأنها لا تبني الأوطان وتمسك بنور الأمل الذي يستمده الكثير منك وابتعد عن ذلك المستنقع لأنه يفتت كل معاني الحماس والمبادرة والإرادة، وانا كلي يقين بأن وقوفك اليوم على حافة مستنقع اليأس ليس انهزاما إنما حافز لتشديد العمل والصمود في النضال لتحقيق المزيد من المكتسبات لصالح الوطن فمن صفات القادة تحويل لحظات الألم الى وقود استمرار لنزع حقوقهم من فم المجرمين بحق الوطن.
أخي بوناصر… أنا على يقين بأن العناد ليس من طبعك، ولم أعهدك متصلبا بقراراتك وأعلم لو اننا فتحنا صدرك لوجدنا قلبك على شكل خريطة الكويت… وهذا ما سيجعلنا نراك في الحراك القادم!!
د ا ئ ر ة م ر ب ع ة:
هذه المقالة لكل شخص يظن بأن الشعب لا يدفع ضرائب، ففي بلدي هناك ضريبة لكلمة الحق، وضريبة للنجاح، وضريبة لمواقفك الوطنية وضريبة لحبك لوطنك!!…