أقلامهم

ذعار الرشيدي: قال «ربما» … فحدثت الفتنة

«ربمائيات» العريفي والفتنة كويتية

ذعار الرشيدي
لا استغرب ان «يطير مع العجّة» شخص من العامة عندما يتلقى معلومة ناقصة او قولا مبتورا وبسببها يثور ويرغي ويزبد ويناقش، ويتهم صاحب الجملة بأبشع التهم، ولكنني استغرب ان «يطير مع العجّة» دعاة وعلماء يفترض فيهم تحري الدقة والعدل في الرأي، كما حدث مع بعض ممن تلقوا جملة الداعية د.محمد العريفي ناقصة وأولوها الى غير ما كان يقصد، وعلقوا مشانقه بل وطالبوا بمحاكمته وقالوا فيه ما لم يقل مالك في الخمر وما لم يقل القذافي في شعبه، وانهالت ردود الافعال على «مخ» العريفي فقط لانه قال «ربما» في تفصيله لمسألة نجاسة الخمر التي قدمها في برنامجه الثلاثاء الماضي، اعلم ان العريفي وهو الخطيب المفوه قادر على الرد على من اتهمه، ولكن قضيتي ليست العريفي ولا ما قاله في حديث عابر «ربما» وأقول «ربما» خانه تعبيره خاصة انه كان على الهواء، رغم ان الجملة التي أوردها العريفي في برنامجه وحملت كلمة «ربما» لم تتعد الخمس ثوان.
 وما حصل ان تلك الجملة التي خرجت من العريفي بمساحة زمنية ضيقة كانت بالنسبة للبعض بابا واسعا للهجوم على المذهب السني بأكمله، وكانت كافية جدا بالنسبة للبعض لان يحيلها الى مشروع فتنة في الكويت، ربما أخطأ العريفي رغم ان «ربما» التي قالها تعني الاحتمال ولا تعني التأكيد، فلم يجزم الرجل وترك الامر رهنا بالاحتمال المعلق الذي يحتمل اصلا النفي وليس التأكيد، اكرر الـ «ربما» هي طرح الرأي او المعلومة بغير يقين، وهذا ما حصل مع العريفي.
وليت من هاجمه اكتفى بالهجوم عليه على طريقة العلماء الكرام الافاضل، وطالبه بالاعتذار، بل والتمس له العذر ولكنه اتهمه بالمساس بمقام النبي صلى الله عليه وسلم دون دليل ولا يقين، بل من اتهمه استخدم المقطع الذي تحدث فيه العريفي مبتورا لينال منه ويتهمه بما ليس فيه، بل ويضرب المذهب السني بأكمله في طريق اتهامه، وتلك تهم لا تليق بعلماء لا سنة ولا شيعة، فكما اننا لا نرضى المساس بمعتقدات الآخرين، حتما لا نرضى المساس بمعتقدنا نحن، والعريفي ليس بحاجة الى القول انه اكثر رموز الدعاة دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي حقيقة تكفيه لنفي ما اتهم به.
توضيح الواضح: ان كان من تهمة تمس العريفي فهي انه اخطأ في التعبير، وهو رجل، كما اعرفه، يبادر الى الاعتذار، ويغسل اخطاءه رغم قلتها بماء الاعتذار المناسب اللبق.
توضيح الأوضح: كل من هاجم العريفي بنية حسنة او سيئة، وأخص اصحاب النوايا السيئة اسألهم: الداعية العريفي سعودي، والقناة التي يبث عليها برنامجه اماراتية، طيب ما دخلنا نحن في الكويت؟! ام انكم تريدون.. «فتنة.. وخلاص»؟!