أقلامهم

هادي درويش:«الاخوان المسلمين» هم الخطر الحقيقي على الكويت

برز الاخونجي..


هادي درويش
في هذا الجزء الثاني وليس النهائي من حرب «الاخوان المسلمين» على الدستور الكويتي، قد يتساءل البعض ما الهدف من هذه الحرب ضد الدستور خصوصاً وأن التيار الديني بشكل عام و«الاخوان المسلمين» بشكل خاص هم أكثر المستفيدين من الديموقراطية الكويتية؟ وهذه حقيقة ظاهرية فقط ولكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً.
الدستور الكويتي في مجمله يخلق حالة من الاستقرار السياسي في الدولة لأن المفترض في حالة التطبيق السليم للدستور، ان الكل سوف يحصل على حقوقه، كذلك المساواة في الواجبات، وكل هذا سوف يلغي الحاجة الى أي تيار ديني يعزف للناس على وتر ان مفاتيح الجنة لديه لمن تبعه، وأن من دونهم سيكون مصير الدولة الهلاك وشتات الشعب والأهم ان من دونهم سينزل علينا جميعاً الغضب!!.
نعود الى المخططات التي من شأنها محاولة الغاء الدستور، وبالمناسبة فان «الاخوان المسلمين» جربوا كل شيء ومع ذلك مازال في جعبتهم الكثير من الأساليب البعض منها مخطط له بعناية تامة والآخر يأتي دون تخطيط ومع ذلك يستغلها «الاخوان»، ومنها الحراك الشبابي الأخير.
سوف أستعرض بعض المخططات الحديثة دون ترتيب، وهي بالمناسبة كلها جاءت بعد تحرير الكويت:
< «الاخوان المسلمون» اقتنعوا بأن محاولاتهم لالغاء الدستور كلها قد فشلت وبالتالي فان أي محاولة لالغاء الدستور ستواجه نفس النتيجة وهي الفشل، فكان الاتفاق على ان يكون الغاء الدستور خياراً للشعب وأولى هذه الخطوات ان يتم الغاء بعض المفاهيم التاريخية منها ان الكويت دولة دستورية، وكان هذا تحرك «الاخوان المسلمين» فرع الشباب، لمحاولة اقناع الجيل الجديد من الشباب والشابات بأن الكويت دولة اسلامية وليست دينية، وفعلا لو طرحنا هذا التساؤل على الشباب الآن ستكون نتيجة التصويت ان الكويت دولة اسلامية، وبالتالي عدم تحرك الشباب لفكرة تعديل المادة الثانية من الدستور لقناعة الشباب بأن التعديل طبيعي لأن الكويت بالنهاية دولة اسلامية وليست دستورية.
< لماذا الشباب؟ لأن «الاخوان المسلمين» عبر تجربتهم الطويلة يعلمون بأن التغيير لا يتم الا من خلال فئة الشباب ولذلك وزعوا تحركهم على فئتين، الأولى عوام الطلبة بأن يتم التأكيد على تكريس الطائفية والقبلية في التجمعات الشبابية ومنها الجامعة والتطبيقي، وقد نجحوا في ذلك تماماً فتم تخريج فئة شبابية تكره الوطنية، ولديها خلاف كبير على المساواة التي هي أصل من أصول الدستور، كذلك فئة قبلية وطائفية حتى النخاع، ولست هنا أقصد فئة معينة فقد تمكن «الاخوان المسلمون» من ابراز طائفية الفكر الشيعي في الجامعة والتطبيقي فأصبح الشيعة للشيعة، وأقنعوا هذه الفئة بأنهم مظلومون وأن الأفضل لهم البقاء معاً، ولا تتعجبوا ان كان الخيار الطائفي والقبلي هو البارز خلال مجلس الأمة الأخير وخلال السنوات القادمة.
< ابراز سلبيات مجلس الأمة الكويتي لأن «الاخوان» يعلمون بأن الشعب الكويتي بعد فترة لن يقبل بوجود أمر يشق منهم، صحيح ان الشعب الكويتي وقت الأزمات سيكون صفاً واحداً، وهو أمر يعرفه «الاخوان» جيداً ولذلك سوف يسعون بأن يكون الدستور الكويتي بعد فترة هو الأزمة وبالتالي سيقف الكويتيون صفاً واحداً ضده.
< في السابق كانت فكرة تعديل الدستور الكويتي مستحيلة ولكن بعد سنوات من افراغ الدستور من محتواه بمساعدة «الاخوان المسلمين»، الكل وصل لقناعة بأن تعديل الدستور أصبح واجباً، ولكن المشكلة التي تواجه «الاخوان» ان الدستور أكد ان التعديل للمزيد من الحريات، وهنا اتفق «الاخوان» على هدم أي اقتراح يساهم في المزيد من الحريات لأنها ستكون هي الخاسر الأكبر، وبالتالى ستوافق على اقتراحات تعديل للدستور تساهم في اضعافة كثيراً منها تعديل المادة الثانية من الدستور.
< الأوضاع الحالية في مجلس الأمة الحالي من تدني لغة الحوار وأسلوب الطرح أمر يأتي بمساندة «الاخوان المسلمين» لهذا الأسلوب الحديث على المجتمع، ولو اراد «الاخوان» تعديل هذا الوضع لتمكنوا من ذلك، ولكنهم وجدوها فرصة بأن يصل الناس لمرحلة يستنكرون ما يحدث داخل المجلس من أسلوب سلبي في الحوار والنقاش، ويعلم «الاخوان» انه بعد فترة سوف يصل الشعب الى قناعة بضرورة الغاء المجلس حتى يستريح الناس منه.
هذه بعض أساليب وتحركات «الاخوان المسلمين» في الكويت، ولابد من التأكيد على أمر جوهري وهو ان «الاخوان» كما أسلفنا يهتمون بالنهايات وليس بداية الأمور، ويكفي ان نسأل، هل كانوا هم أصحاب الثورة في تونس في بدايتها؟، الاجابة بـ«لا» كبيرة، ولكنهم بالتأكيد استفادوا من نهايتها بأن حصدوا ثمارها، وكذلك الثورة في مصر، وسورية في القريب العاجل. وفي الكويت شاهدوا كيف استنفدوا طاقات التيارات السياسية كلها ومنها التيار الوطني وحصلوا – أي «الاخوان المسلمون» – على ما يريدون.
الآن ونحن نتابع بداية «حلطمة» ان صح التعبير للتيار الوطني، وأنا هنا أريد ان أبين أمراً مهماً، هو ان التحالف، والمنبر، والجهات الأخرى، لا تمثل التيار الوطني لأن الكل ينتمي للتيار الوطني، وهؤلاء ربما يكونون أجنحة في التيار الوطني، وان الواقع يقول بانهم مازالوا «ريش».
والسبب فيما أقول ان هؤلاء – اي التيار الوطني – على علم بتاريخ «الاخوان المسلمين» وهذه ليست المرة الأولى التي يستغل فيها «الاخوان» التيار الوطني ويتلاعب به، وهو كلام قلناه للمقربين منا ابان تجمعات ساحة الارادة، وصدقوني ان قلت بأن القضية التي تجمع هؤلاء جنباً الى جنب مع «الاخوان» لا خير فيها ليس فقط للتيار الديني وانما لجميع أطياف الكويت، ولكن بالتأكيد سيكون فيها الخير لـ«الاخوان».
ونختم…
ما زلت عند قناعتي بان «الاخوان المسلمين» هم الخطر الحقيقي على الكويت، فهم أخطر من أي تهديد خارجي، لأن هذا التهديد الخارجي يمكن محاربته وان طال الزمن، ولكن ان يكون الغزو من داخل الوطن، ومن أبنائه أنفسهم، فان ذلك هو الدمار الأكبر مما يعتقده البعض، والتبرير سيكون بأن هذا خيار الشعب والناس، وأكرر للشباب الحر الوطني اقرؤوا التاريخ لتتعرفوا على «الاخوان»، ومهما اختلفت الدولة فان الفكر لا يختلف.