أقلامهم

ذعار الرشيدي :الحكومة وعقلية السباجيتي

السباجيتي الكويتية… والكاوبوي الإيطالي

ذعار الرشيدي 
عشاق أفلام الغرب الأميركي حتما يعرفون المخرج الايطالي سيرجيو لينو الذي أخرج عددا من روائع كلاسيكيات أفلام الكاوبوي ومنها «الطيب والشرس والشرير» و«من أجل حفنة من الدولارات» والتي عرفت باسم أفلام السباجيتي الإيطالية، وما لا يعرفه كثير من عشاق تلك الأفلام أن سيرجيو لم يكن يتحدث الانجليزية ولم يزر أميركا في حياته عندما أخرج تلك الأفلام، ولا يعلمون أيضا أن معظم تلك الأفلام تم تصويرها في إسبانيا وتحديدا في موقع قديم لفيلم حربي اسباني انتج في العام 1930 وبقيت مواقع الفيلم الرئيسية على حالها حتى اختارها سيرجيو لينفذ فيها تصوير أفلام السباجيتي.
وما جعل أفلام المخرج الايطالي الذي لا يجيد الانجليزية تنجح هو انه نقل أفلام الكاوبوي من خيال المؤلفين الأميركيين الضيق «البطل يعتمر قبعة بيضاء والشرير يرتدي ملابس سوداء متسخة» كما في معظم أفلام النجم الراحل جون وين، وجعل بطل أفلامه أكثر واقعية فلا هو يعتمر قبعة بيضاء بل مجرد شخص عادي رث الثياب كما ظهر كلينت ايستوود في جميع أفلام السباجيتي.
سيرجيو نجح ووضع بصمته لأنه لجأ إلى الواقعية، وابتعد عن الخيال الضيق أو المثاليات.
وحكومتنا بحاجة إلى نفضة على طريقة سيرجيو، وأن تعود إلى معنا وبنا ولنا إلى الواقع وتبتعد عن المثاليات في الخطاب والأداء وأسلوب «كله تمام يا أفندم»، فواقعنا السياسي وعلى جميع المستويات ليس مستقرا وإن بدا ظاهريا كذلك في تزاوج الحكومة والأغلبية والذين يعزفون هارموني «باص لي وأشوت لك» كما حصل في الاستجواب الأخير.
الواقع السياسي ليس مستقرا، ولن يكون كذلك ما دامت التنمية لم تظهر لها شمس ويبدو أن انتظارنا لفجرها سيطول، الواقع السياسي وتحت غطاء الهدوء الظاهري يغلي ويجب على الحكومة أن تعمل على تهدئته بتطبيق القانون كاملا.
لا نريد منكم تنمية ولا نريد منكم أن تثبتوا عبر عبور الاستجواب أن الأمور طيبة، نريد فقط أن تطبقوا القانون لأنه وبتطبيق القانون ستسير عجلة التنمية آليا ودون تدخل من أحد، اهدموا المباني المخالفة وأوقفوا المناقصات المشبوهة والتنفيعية واحيلوا المتجاوزين على المال العام إلى النيابة واعزلوهم من الوظيفة وضعوا الرجل المناسب وفق كفاءته لا وفق انتمائه السياسي او القبلي، وستجدون ان خطة التنمية ستسير وتنتهي في وقتها دون ان يتدخل فراش وزير، نريد ان تتعاملوا بواقعية مع الأمور، وعندها سيتوقف مرجل الفتنة الطائفية عن الغليان.
نحن بحاجة إلى إجراءات واقعية لا إجراءات خيالات سياسية لا تبني مستشفى ولا تعيد حقا.
لا بأس أن تلجأ الحكومة إلى عقلية سيرجيو، أو عقلية السباجيتي، لأنها أفضل مليون مرة من عقلية «سمك لبن تمر هندي».
توضيح الواضح: مدير أمن الجهراء اللواء ابراهيم الطراح ومن واقعية مشهودة على الأرض هو أفضل مدير أمن عين في محافظة الجهراء منذ 15 عاما، ومع احترامي لمن سبقوه وتقديري لهم فالرجل يفرض القانون وهيبة القانون بكل إنسانية واسألوا أهل الجهراء وتحديدا مدينة سعد العبدالله.