أقلامهم

ذعار الرشيدي: أصلحوا بيتنا اولا وبعدها بيوت الجيران

الجهاد في المريخ

ذعار الرشيدي
نائب يهدد إيران، ونائب يهدد البحرين، وستة نواب يتوعدون النظام السوري بالويل والثبور، ونائب يريد هدم الكنائس، ونائب يدعو للجهاد، ونائب يهدد الحكومة بسبب حفل طلبة، ونائب يريد فرض رقابة على الحسينيات، وكل هذه الأمور بحسب ما افهم لا علاقة لها بالتشريع ولا بالرقابة وهما الجناحان السياسيان الوحيدان لمجلس الأمة باعتباره السلطة التشريعية، وكل ما ورد أعلاه من مطالبات وتصريحات نواب لا علاقة لها لا بالتشريع ولا بالرقابة وأعني الرقابة بمفهومها السياسي المحدد بوصف مهام عضو مجلس الأمة، وكل هذه المطالبات هي استعراضات سياسية أو إعلامية.
كنت أتوقع أن يكون هذا المجلس حقيقيا في ظل كتلة أغلبية متجانسة ظاهريا على الأقل وان تلتفت بما تملك من ثقل إلى التشريع والرقابة الحقيقية، ولكن ووسط خضم تلك التصريحات والمطالبات التي لا علاقة لها لا بالتشريع ولا بالرقابة يبدو أن ثقل الكتلة صار وبالا عليها، خاصة أن أغلب تلك التصريحات غير الدستورية ـ ان صحت تسميتها كذلك ـ صادرة من أعضاء منتمين إليها، وطبعا نواب الأقلية ومن يدعون الاستقلالية عن الكتلتين لم يقصروا في الدخول إلى مزاد التصريحات غير الدستورية.
نحن من انتخبناكم لا نريد منكم أن تصلحوا بيوت الجيران بتصريحاتكم العابرة للحدود، بل والعابرة للمنطق، بل نريد أن تصلحوا بيتنا نحن، من الصعب أن نصدق شخصا ينتقد فسادا أيا كان الفساد في دولة أخرى والفساد يأكل ويشرب وينام على أرصفتنا.
أصلحوا بيتنا أولا، وبعدها حتى لو رغبتم في إعلان الجهاد في المريخ فسندعمكم.
أما وإنكم تنظرون إلى القشة التي في عيون بعض الجيران وتنسون الخشبات التي تكاد تعمي عيوننا، فهنا إما أنكم تكذبون أو أنكم لا تعون حقيقة أدواركم كأعضاء لمجلس الأمة الكويتي.
توضيح الواضح: أجمل الأحلام هو الذي لا يتحقق.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.