أقلامهم

وليد الجاسم: انفلات غير مسبوق في الكويت … قادته من النواب

انفلات

وليد جاسم الجاسم
الشجاعة.. أو التهور هي الاتيان بموقف يعرض صاحبه إلى أخطار واضحة أو غير واضحة.. لكنها تكاد تكون مؤكدة، ومن لا يرغب في التعرض للأخطار لا يغامر، وبالتالي لا يحمل سمة الشجاعة ولا التهور.
لكن البعض من شبابنا ونوابنا صاروا يمارسون «الشجاعة» ولكنهم لا يريدون أن يتحملوا شيئاً من مخاطرها، ولذا تواصلت عمليات التهرب من مواجهة استحقاقات الإقدام على أفعال اقترفوها.
وبالأمس، قال النائب د.فيصل المسلم وصحبه النواب كلاما جميلا عن قبولهم رفع الحصانة البرلمانية عنهم للتحقيق معهم في حادثة اقتحام مبنى مجلس الامة، وجميل جدا ان يقول د.فيصل المسلم: «كلنا ثقة في القضاء»، وان يذكرنا بمقولته «الله خير حافظا» وهو يواجه العدالة في قضية الشيكات الشهيرة، لكن المطلوب الآن من د.فيصل والنواب الآخرين المشاركين في هذه القضية التعهد علنا ومبكرا بعدم تهييج الشارع، وعدم تحريك الجماهير وعدم الاعتصام الاحتجاجي اذا ما جاءت احكام القضاء على غير هواهم ما داموا بالفعل يحترمون القضاء ويثقون في عدالته، فالقضاء ضمانة للجميع وعلى الجميع احترام احكامه والرضوخ لها، وعدم الاحتجاج عليها الا بالوسائل القانونية المتاحة والمتعارف عليها عبر درجات التقاضي.
لقد شهدت السنوات الاخيرة في الكويت انفلاتا غير مسبوق، وقادة هذا الانفلات كانوا غالباً من النواب وذلك بعد ما اتسعت رقعة الخلاف بينهم وبين الحكومة، وبعدما تمادت حكومة الشيخ ناصر المحمد كثيرا، وبشكل اغلق عليهم كافة المنافذ والابواب، وصار «مفهوما» الى حد ما – وليس مقبولاً – هذا الانفلات منهم ومن غيرهم.
أما الآن.. وقد رحل سمو الشيخ ناصر المحمد، ورحلت حكومته معه ورحل المجلس السابق بقبيضته واعيدت الانتخابات، فقد صار لزاما على اعضاء مجلس الامة ان يثوبوا الى رشدهم ويساهموا في إعادة الاستقرار وسيادة القانون إلى البلاد، والهدوء والسكينة في نفوس العباد، واعلموا ان الكويت إذا فقدت الأمن والاستقرار فكلكم خاسرون.