أقلامهم

أحمد المليفي: لسنا من عشاق المؤامرة…ليمتد لهيبها

العالم العربي والمخطط القادم

أحمد المليفي
نحن لسنا من عشاق البحث عن المؤامرة والدخول في متاهات النوايا والجموح في التحليل السوداوي. ولكن ما يحدث في العالم العربي منذ 17 سبتمبر عام 2010 يوم أن احرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه واندلاع الثورة في تونس ليمتد لهيبها إلى جميع بقاع العالم العربي. نجحت في بعضها ومازال في دول أخرى تحت الرماد بقايا لهيبها. وكيفية تداعيات الأحداث.
 
تجعلنا نقف ونتساءل عدة أسئلة نعتقد أنها مشروعة. 
لماذا تم اختيار تونس كأول دولة تقوم فيها الثورة، رغم أن هناك دولا أخرى كانت الأوضاع فيها أكثر استعدادا للتغيير كمصر وليبيا وسورية؟
 
وهل تم اختيار تونس بعد دراسة هشاشة النظام وضعف شخصية الرئيس بحيث يكون هذا البلد والنظام نموذجا للتغيير السريع غير المكلف، ويكون بالتالي مشجعا للآخرين لاتباعه؟ 
تداعيات سقوط النظام المصري المرتبط ارتباطا قويا ووثيقا بالأمريكان وبالتالي بإسرائيل والذي يمثل حماية مهمة لإسرائيل. الا تثير الاستفهام؟ 
ترتيب سقوط الأنظمة من حيث البساطة والأقل عنفا، إلى الصعوبة والأكثر دموية فالبداية تونس ومصر ثم تأتي ليبيا لتتشجع سورية. هل جاء ذلك عفويا أم بتخطيط مسبق لكي لا تكون هناك خيارات أخرى لقسوة التغيير وفداحة الأضرار؟
 
الكل يعرف تنامي التيار الديني، الاخواني والسلفي وانه أصبح بديلا لتغيير أي نظام حكم سواء بالانتخابات او الثورة. ورغم الخلاف التاريخي بين الامريكان واسرائيل من جهة وهذا التيار من جهة اخرى. فقد كانت هناك مباركة من الطرف الأول لهذا التغيير. ألا يثير ذلك استفسارات مشروعة عن الهدف من ذلك؟
 
هل المطلوب دفع التيار الديني إلى سدة الحكم بمثل هذه الأوضاع غير المستقرة ليفشل كبديل للأنظمة القائمة وبالتالي القضاء على آخر امل للشعوب العربية في الاستقرار والتنمية ومن ثم تعيد تسليم رقابها وخيرات أوطانها لأي كان دون منازعة أو مطالبة. وان مرحلة التيار الديني مؤقتة وانتقالية لمرحلة جديدة اكثر سوادا واستعبادا.
 
هل المطلوب زج المنطقة في حرب دينية جديدة مع الكيان الصهيوني لاستنزاف كل مدخراتها الناتجة من ارتفاع اسعار النفط. فيؤدي ذلك الى دعم الاقتصاد الاميركي المتهاوي بتحريك الصناعات بكل اشكالها وخاصة الحربية منها. وبكسر الاقتصاد العربي بتوجيه فوائض امواله من التنمية الى العسكرة؟ 
أسئلة كلها مشروعة تحتاج إلى عقل وتعقل والإجابة عنها قبل الاندفاع وراء سراب التغيير.