أقلامهم

تركي العازمي: في استجواب القلاف… ظهرت النفوس وغابت المحاور!

 مفاهيم المعارضة في استجواب القلاف!

د. تركي العازمي
كان يوم الثلاثاء الموافق 10 أبريل 2012 قد كشف لنا طبيعة مفاهيم المعارضة في استجواب النائب حسين القلاف… فظهرت النفوس وغابت المحاور!
تابعنا ما جرى في الجلسة، أمر محزن كشف لنا مفاهيم قديمة جديدة كانت مختبئة وظهرت للعلن فالاستجواب كأداة دستورية يجب ألا يخرج النائب المستجوب عن المحاور، إننا في قاعة عبدالله السالم ولسنا في «هايد بارك» كما يظنها البعض وليست للتكسب السياسي أو تنفيذ أجندة لا تخدم الصالح العام!
ماذا نستفيد من عرض فيديو النائب القلاف لحديثه واساءته لأمير قبيلة العوازم فلاح بن جامع؟ ماذا يريد القلاف من المواضيع التي أثارها في الجلسة؟ ومن هو «المؤزم» ومن هم «المستضعفون»؟
كنا قد طالبنا بأدب الحوار وطالبنا بوحدة الصف الكويتي والحفاظ على اللحمة الوطنية، وهو أمر قد طالب ولي الأمر صاحب السمو حفظه الله ورعاه الجميع بالالتزام به… ولكن لا حياة لمن تنادي!
نود بعد هذا الاستجواب أن يفهم السادة النواب مفاهيم المعارضة الحقيقة، نود منهم أن يتعلموا من درس استجواب القلاف الذي بين لنا ما تخفيه النفوس بعيدا عن النصوص ومحاور الاستجواب، فاستجواب كهذا يعد أحد العوامل التي تثير حفيظة البعض وتسيء بالواقع بعيدا عن الاستدلال لفئات المجتمع، وهنا تستدعي الضرورة وجوب تدخل الحكماء كي لا يفقد الدستور الكويتي والممارسة الديموقراطية ما تبقى من بريقها وشتان بين معارضة الأمس ومعارضة اليوم!
إن البلد بحاجة لحكماء يحترموننا ويحترمون افرازات الشارع الكويتي بغض النظر عن هوى الأنفس، بحاجة لحكماء يوقفوا كل من يتطاول على الآخرين وبالقانون الذي شهدت ممارسات تطبيقه انحرافا ليس على المستوى السياسي بل حتى في أمور كثيرة أمنية، صحية، سكنية، تجارية.. وغيرها من شؤون ادارة البلد!
كنا نطالب بمسطرة مستقيمة لا تنحرف، مسطرة أبعادها واضحة لا يمسك بها عند تطبيق القانون أي فرد كبير أو صغير من خارج الاطار المعمول به ونقصد هنا «الحكومة الخفية» أو «حكومة الظل» وإن كان هنالك مالك ظاهري لقناة ومالك حقيقي كما ذكر القلاف، فالبينة على من ادعى وليتم كشف الأطراف التي تجند الإعلام لمصالحها، فما لمسناه في الآونة الأخيرة يعد انتهاكا للشفافية والعدالة والمساواة في غالب الأمور ولن تستوي الأمور إلا بتملكنا الشجاعة في المواقف ووقف كل معتد. إن النفوس يتم شحنها من قبل البعض ولا نرى من هذا الاستجواب إلا نسخة منها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
قدم استجواب القلاف… وعرض ما عرض ويبقى السؤال: هل فهمنا الدرس منه والرسالة التي يريد توصيلها؟… والله المستعان!