أقلامهم

عصام الفليج: القلاف لقد تعودت الهزيمة… لا تفش خلقك في “القنوات”

بعد فشل الاستجواب.. كافي عتب

د.عصام عبداللطيف الفليج
ماذا جنى النائب القلاف من استجواب وزير الاعلام ما دام قد خرج منه بلا توصيات ولا أي حاجة؟! هل هي فقط فرصة ليقول ما لديه من انتقادات عامة – كما فعل في استجوابات سابقة – وكأنه ممنوع منها، وهو الذي يستطيع ان يقول ما يشاء تحت قبة البرلمان، فضلا عن القنوات التي يظهر فيها؟!
كان الشعب الكويتي يتمنى ان يتجاوز نواب الأغلبية السابقة أزمتهم النفسية، ويقدموا ما يبرهن على جديتهم في العمل دون صراخ كشفهم في الجلسة الأولى، ودون مناكفة ومعارضة لأجل المعارضة، وان كانوا يتهمون اخوانهم نواب الأقلية السابقة باثارتهم للمشاكل والاستجوابات المفتعلة، فلم يقومون الآن بهذا الدور؟! والأشد غرابة.. كيف يقبلون ان يقوموا بالحرب بالوكالة، وبدور المحارب المأجور؟! أليست لديكم برامج ومشاريع؟ أشغلوا أنفسكم بها تبرئة لله أولا، ثم للناس الذين انتخبوكم، ثم للتاريخ.
أعتقد أننا اكتفينا نقدا وعتبا وتحلطما وتقرطما، ومللنا تصفية الحسابات الشخصية سواء المباشرة أو بالوكالة، ولن تنتهي هذه القصة بوجود مشاغبين مأجورين ومثيري الفتن، وبوجود من لا يريد لهذا البلد الاستقرار حتى يتفرد وحده بمقدراته، وأدعو اخواني النواب الى الحكمة وتجاوز القضايا الشخصية، لأننا لم ننتخبكم لتضربوا فلانا ولا لتقتصوا من فلان، انما انتخبناكم لاعادة التنفس في الرئة التنموية التي قتلها دخان الفتن والمصالح الفئوية، ولاعادة النبض في قلب التعليم والتربية الذي أعاقه كوليسترول الجمود العلمي، ولاعادة الحركة في أعضاء البرلمان التي شلت بسبب المحاصصات والتصفيات والمصالح الضيقة.
هاردلك للنائب القلاف، فقد تعودت الهزيمة، وآمل ألا تفش خلقك بالوزير والنواب في القنوات الفضائية كالعادة، ومبارك لحفيد مبارك، وهذه بادرة وزير متمكن وواثق من نفسه، وكفانا نظرا للوراء، ولننظر هذه المرة للأمام.
….
وما دمنا في كلام العتب، فقد استوقفتني بعض أبيات الشعر الجميلة حول العتب.. 
اذا كنتَ في كل الأمور معاتباً
صديقك، لم تلقَ الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أو صل أخاك فإنه
مقارفُ ذنبٍ مرةً ومجانبه
….
لما عفوت ولم أَحقد على أَحد
أرحت نفسِي مِن هم العداوات
اني أُحَيِّي عَدُوِّي عِنْدَ رُؤْيَتِهِ
لِأَدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ
….
وأظهِر البِشر لِلانسان أَبْغضُهُ
كأنما قد حشى قلبِي مَحَبَّاتِ
النَّاس داء ودواء الناس قُرْبُهُمُ
وَفي اعْتِزَالِهِمُ قَطْعُ الْمَوَدَّاتِ
….
«لا يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام، فان الناس مجبولون على الزلات والأخطاء، فان اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب، ?والعاقل الذكي من لا يدقق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وجيرانه وزملائه، كي تحلو مجالسته وتصفو عشرته». ابن الجوزي.