أقلامهم

أحمد البريكي: كم كان كبيرا أبوسلمان عندما رد على ذلك الردح بـ (سلاما)

الغلاف.. بيّن من عنوانه! 

أحمد مبارك البريكي
مرّ استجواب النائب حسين القلاف لوزير الإعلام الشيخ محمد العبدالله بتعزيز الثقة في الوزير الشاب حفيد مبارك الكبير، والذي وصفه النائب فلاح الصواغ من خلال ردوده الواثقة والموضوعية والمقنعة على محاور الأسئلة بأنه «متعوب عليه، ويستحق المشيخة والوزارة معا»، العبدالله قلب طاولة معركة استجواب الكيـد على (فتوّات) التهديد بالمنصة، ليغيّر بهذا معنى الاستجواب، وليضع بذلك خارطة طريق جديدة لمستجوبي الوعيد في مستقبل قاعة الأمة.
النائب الذي سَرَج «ثيران» شرّه وغايات في نفسه لا نعلمها على الوزير الذي لم يتهاون في تطبيق القانون على من أراد «شَخط» عود ثقاب في بيت الكويت، والذي لم يخذل الكويتيين في قمع صراع طبخه طباخون غير مهرة خارج المشهد، هو نفسه النائب الذي طالما صرخ من قمّة حنجرته فأسمع وتغنّى فأطرب الساذجين وحذّر وأرعد في الفصل التشريعي السابق مما أسماه انقلابا على أسرة الحكم، من خلال استجوابات الوزراء الشيوخ الذين ينحدرون من ذرية مبارك الكبير، وأن ما وراء أكمة استجواباتهم ما وراءها من نهاية لحكم آل صباح، ها هو ينقلب على مبادئه انقلابا واضحا لا لبس فيه، فيتقدم النزال ويقدم ورقة الاستجواب لأقرب الشيوخ نسبا لمبارك الكبير، ليختصر مسافة النسب ويبعد المسافة بينه وبين من كانوا يثقون بأقواله الماضية التي نفتها أفعاله الحاضرة..!
ما قاله الوزير من أن ورقة الاستجواب قد كتبتها جهة أخرى، ووقّع هو دون أن يقرأها فوقع في المحظور، كلام منطقي وجائز جدا أثبته النائب نفسه وهو يتخبّط في أسئلته ويحوم حول المحاور، ثم يطير بعيدا ويسائله عن أمور سابقة ليست من اختصاصه.!
أكثر ما يؤلم الكويتيين الذين تابعوا يوم الجدل، المسمّى استجوابا، هو تطاول النائب على أسر كويتية وعوائل لها كل الاحترام والتقدير عند أهل الكويت، فأطلق أعيرة لسانه ليشتم عائلة الكاتب القدير محمد الوشيحي وينبزها بلقب شائن، بمجرد اختلاف في وجهات النظر أو الرأي، وكم كان كبيرا أبوسلمان عندما رد على ذلك الردح بـ (سلاما)، كما فعل قبله عاقل آخر ورمز من رموز الوطن، شيخ قبيلة العوازم فلاح بن جامع.
ما هكذا تورد إبل السياسة، ولا هكذا نقلب الاختلاف إلى خلاف، ولا هكذا نحرق بلدنا بألسنتنا من أجل شهوة انتقام، ولا هكذا نجرّ العقلاء لمنازلة (عايبي) العقل، ولا هكذا نلعب لعبة ملوك «الطوائف» التي ختمت بمأساة مازالت تروى على مرّ القرون.!