أقلامهم

محمد الرويحل: سي السيّد لم يتقن الدور… لعبة هزلية سياسية

الســـيّد .. فــــين ؟؟

محمد الرويحل
 
علمنا منذو مبطي بأن هناك حكومة تستجوب حكومة، وتجار يستجوبون تجارا، وشيوخ يستجوبون شيوخا، لذلك ولأننا في بلد أصبح الاستجواب أداة لفرض العضلات والانتقام من الخصوم حسب أهواء المتنفذين ومصالحهم، ولهذا السبب علينا ألا نستغرب أن يكون للقنوات ووسائل الاعلام دور في الاستجوابات الحالية كاستجواب سي السيد الأخير لوزير الاعلام، والذي لم ينته الاستجواب الا والنواب وبقية الحضور يسألون عن النائب المستجوب “السيّد فين؟” حيث ترك القاعة والاستجواب وغادر الى جهة غير معلومة ضاربا بعرض الحائط كل من تابع هذا الاستجواب ليعرف جدية المستجوب ومحاور استجوابه ومكامن الخلل التي سيكشفها للأمة ..
واستجواب السيّد لوزير الاعلام اتضح بأنه استجواب قناة لقناة أخرى ووسيلة اعلامية لوسيلة أخرى، الاولى تبنت الدفاع عن مؤسسة الفساد وكانت أحد أذرعتها، وبثت روح الكراهية والعنصرية بالمجتمع وضربت مكوناته وأضعفت الوحدة الوطنية وحاربت الاصلاح والمصلحين وشوهت صورهم، بينما الثانية والتي هاجمها المستجوب تبنت محاربة الفساد ومؤسسته ودافعت عن الأمة ودستورها وكانت بمثابة صوت الامة بوقت تخلت اغلب وسائل الاعلام عنها فساهمت بطريقة أو بأخرى بإسقاط الحكومة السابقة وحل البرلمان الأمر الذي اوجع الكثير ممن كان يقتات على ذلك الزمن الاغبر الذي مازلنا نعاني من ارهاصاته ومخلفاته ..
ولأن سي السيّد لم يتقن الدور الامر الذي جعل المشهد فاصلا فكاهيا ومضحكا شاركه بهذا المشهد من أيده، وجعل من المشاهد يلعن الساعة التي دفع بها من وقته وجهده ليحضر هذه المسرحية الهزلية التي لم يخرج بها بفائدة ولم يعرف أنها مجرد لعبة هزلية سياسية كبقية الالعاب السياسية التي عادة ما تحصل لدينا حين يختلف اثنان ممن يملكون أدوات يحركونها وقت الحاجة ليعبروا عما لا يستطيعون أن يعبروا عنه بطريقة مباشرة فتكون تلك الادوات وسيلة للتعبير عما بداخلهم …
يعني بالعربي المشرمح الواضح أن السيّد غير مقتنع بمحاور استجوابه كما أنه يعلم بأنه كان يؤدي دورا قد كلف به الامر الذي جعله لم يكمل جلسة الاستجواب وخرج منها قبل نهايتها دون أي توصيات او طلب طرح الثقة بالوزير المستجوب، لذلك فهو لم يشف غليل من أعد له صحيفة الاستجواب، ولم يحقق له مراده بل أحرجه وكشف أمره، لذلك أعلن سي السيّد عن تقديم استجواب آخر لنفس الوزير ولذات الموضوع يعلن بأنه سيقدم طلب طرح الثقة بالوزير في نهايته لعل من كلفه بالامر يقبل منه ما سيقوم به من دور في الاستجواب القادم، ولعله لن يغادر القاعة قبل نهاية الاستجواب إن شعر بفشله، أو يختبئ تحت الكراسي فيصرخ زملاؤه قائلين “السيّد فين؟” ..
 
كتلة الأغلبية
 
قدرنا كشعب أن تكون الاغلبية دائما مع الحكومة وأغلبيتنا التي عقدنا عليها الامل أصبحت تلعب نفس الدور الذي لعبته الاغلبية في المجلس السابق والتي خرجنا نطالب بإسقاطها، لتصبح المحامي المخول بالدفاع عن الحكومة التي نعتقد بانها امتداد للحكومة السابقة من حيث تركيبتها ولم يطرأ حتى الآن تغيير على نهجها فهل تصحى أغلبيتنا قبل أن نطالب باسقاطها لنختار أغلبية حقيقية تعبر عن ارادتنا وتقوم بدورها الحقيقي من تشريعات وقوانين تنظم حياتنا وتنهض بمستقبلنا ؟؟