أقلامهم

مبارك الذروة للقلاف: تنجرف خلف مصالح الاخرين … دون شعور!

«بروفة» وزير الإعلام…


د.مبارك عبدالله الذروة
استجواب النائب القلاف لمعالي وزير الاعلام مرّ بثلاث مراحل طيلة فترة الاستجواب يوم الثلاثاء الماضي.
المرحلة الاولى اتسمت بخروج النائب عن محاور الاستجواب الى الدخول في حالة من القلق والتوتر وارتداء ثوب المظلومين والبؤس وربما البكاء على المنازل القديمة ورسوم الأولين…!
ظهر المستجوب منفعلا متوترا لدرجة ان الرئيس السعدون رئيس الجلسة لم يتمكن من فهم مراده، فتارة يقف على جدار الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي، وتارة اخرى يقفز الى هملايا القبائل والربيع العربي…!
هو التوتر والانفعال عندما يسيطر على النائب القلاف وكل من لا حجة له سوى إثبات الوجود وحب الظهور الإعلامي، إشباعا لرغبة المريدين والتابعين…!
المرحلة الثانية هي عودة النائب القلاف الى العقل والمنطق والدليل…! بعد تداخلات نيابية لا تخلو من محاولات لاستفزاز النائب القلاف وأهمية عودته الى الجادة الصحيحة والالتزام بمحاوره عاد ليخلع أثواب المهرجان ليرتدي ثوب الجدية والالتزام…!
نعم تمكن النائب القلاف ان يضبط انفعالاته ويتحكم بسلوكه ويتمسك بمحاور الاستجواب، فطرح تساؤلات مهمة لا يجب ان تغيب عن المنصف وطالب الحق والحقيقة…! تساؤلات تتعلق بالأموال المتعلقة بقناة اليوم وتمويلها ومن يقف وراءها! ونحن هنا يجب ألا نتجاوز البحث عن الحقيقة وان تتسع صدور الأخوة في القناة والذين يعرفون مقدار حبنا وتقديرنا لهم…! كما ان على النائب القلاف ان يكون منصفا هو الاخر فيحمل هذا التساؤل على القنوات كافة بما فيها تلك التي تبنت أفكاره ومنهجه طيلة سنوات مضت…!
المرحلة الثانية من الاستجواب قدمت تساؤلات مهمة في موقف السيد الوزير من الانحرافات المهنية للمؤسسات الإعلامية ومدى تطبيق القوانين اللازمة على تلك المؤسسات، فما إجراءات وزارة الاعلام من تطبيق قانون المرئي والمسموع…؟!
جاءت المرحلة الثالثة والتي لملمت بعثرة الاستجواب واوصلته الى باب المغادرة ولحظات الرحيل، ويمكن تمثيلها بالردود المتواضعة للمشاركين من الفريقين… 
يمكن اعتبار الاستجواب بروفة فنية لصناعة نجم قادم هو وزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله قدمها له على طبق من ذهب النائب القلاف لمرحلة قد تكون لها ما بعدها…! القلاف كان يمكنه ان يتعامل مع الملف الإعلامي بصورة اكبر واهم من هكذا استجواب..! لكن لأن استجواب الملف الإعلامي تحديدا هو سلاح ذو حدين! ففقدان شرط العدالة في النهج النقدي للمستجوب جعله مترددا في كثير من القضايا ذات العلاقة والتي يدركها العاقل اللبيب! إذ كيف لك ان تدين وتتهم قناة بغسيل الاموال بحجة التحويلات وتتعامى عن قنوات اخرى ومؤسسات أخريات! لم نشاهد فيها ولا منها إعلانا تجاريا واحداً!
ومما وقع فيه النائب المستجوِب وجعل مهمته عسيرة على الهضم هو بروزه في قنوات صديقة واساءته الى كثيرين باسم الحرية والديموقراطية وفقد كثيرا من تقديره عند محبيه… مشاركاته تلك اضعفت محاور استجوابه المتعلق بالوحدة الوطنية وتراص النسيج الاجتماعي..!
أخيرا النائب القلاف رقم مهم في البرلمان الكويتي يجب ان يعود الى المعادلة الرياضية الصحيحة حتى يكسب وتكسب الكويت، وكلما أوغل في التنائي بعيدا عن ركب الكويت تجاه المصالح السياسية واتون الصراع كلما فقد بريقه وتهاوى نجمه الذي كان يضيء منتصف التسعينات، فهل يعي بو صادق ومريديه قيمته النيابية للكويت ام ينجرف خلف مصالح الاخرين… دون شعور!