إقبال الأحمد: أريد أطلع للبحر وألبس المايوه … وارد أمشي وأرجف هيج وهيج

هذا العناد وما ينتج عنه.. قريحة هذا الانسان البسيط العادي وبلهجة أهل العراق التي احببناها منذ أيام ناظم الغزالي، اعطت لنا افضل ما يمكن ان ينتهي به العناد، والذي قد يخلق من الانسان العادي أبعد ما يكون عمن تعودناه أو عهدناه.

وغالبا ما يسفر العناد في الموقف أو المبدأ أو التصرف.. والتجرد من المرونة التي يمكن ان تحد من النتائج القاسية، الى أمور غالبا ما نندم عليها اذا ما عاد الرشد الى مكانه.

فكلما كان الانسان مرنا في تعامله مع الآخرين، وفرض مبادئه وقناعاته من دون أي ضغوط.. وفي ايصال ما يريد اقناع الآخرين به على كل مستويات التعامل ما بين الناس.. الأم مع طفلها.. الزوج مع زوجته.. والمدرس مع تلميذه.. الناظر مع المدرس.. المدير مع الموظف، الرئيس مع مرؤوسه، فمعنى ذلك ان هناك اطارا مرنا يحكم كل هذه العلاقات.

والمرونة المتزنة، وليس المفرطة، مطلوبة حتى لا ترتد الكرة التي يضربها الاقوى في موقعه وسلطته وصلاحياته.. اليه بالقوة نفسها التي قذف بها.. فقد تصيب الكرة قاذفها، وتحدث له ضررا ظاهريا أو خفيا.. يستحي ان يتحدث عنه أو يعبر عن ألمه منه.

فالديك الذي باض عنداً في الدجاجة التي بدأت تطالب بحقوقها.. وبسبب القهر الذي عاشته من دون وجه حق، اضطر إلى أن يقوم بدور ليس دوره، وعمل ليس بعمله، فباض كما تقول القصيدة خفيفة الدم.

ولكن هل الموضوع عند الديك صاحبنا سيقف عند بيض البيضة فقط؟ لا بالتأكيد.. انه أبعد من ذلك بكثير.. فهناك من المسؤوليات والقدرات التي يتطلب الديك القيام بها بعد ذلك، كما انه ولا بد ان يتنازل عن بعض مهامه كديك حتى يستطيع الاستمرار بعناده وفرض كلمته.

ترى كم العناد يمكن ان يبدل الادوار، ويأتي بنتائج وخيمة وليست مرغوبة.. في الوقت الذي يمكن بشيء من المرونة والتسامح نكون بغنى عن كل ذلك؟ فلا أجمل من كلمة هذا رأيي وانتم احرار، فالحرية كلمة تعني الحياة كلها، واذا ما انتقصت من دون وجه حق، فالعناد قد يحمل ما لا تحمد عقباه.

«بيّض الديج: باض الديك

اطق فد صورة: أصور صورة

ينفتج بسويج: ينفتح بقفل

وارجف هيج وهيج: أتمختر»