أقلامهم

أحمد المليفي: هل تعي الأغلبية دورها وتخرج من توهانها؟

توهان الأغلبية

أحمد المليفي
نستطيع أن نفهم ما تقوم به الأقلية من مماحكات واستجوابات لا نقر ما قدم منها لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون. 
كما نستطيع أن نتفهم القلق الحكومي والتردد في اتخاذ الموقف واصدار قرار، فهي أمام أقلية مشاكسة، وأغلبية متربصة وكما يقول المثل: (ما تدري منو طقاقها) ولكن ما لا نستطيع هضمه هو ما تمارسه الأغلبية رغم احتوائها على أعضاء أصحاب خبرة ومطعمة بدماء جديدة لا تقل حنكة ورغبة. 
التهديد بالاستجوابات بين فترة وأخرى ونزع فتيلها في كل مرة وبآخر لحظة، رغم معرفتي انه ليس في كل مرة تسلم الجرة، أمر لا يتفق مع ما يجب أن تسير عليه الأغلبية في طرحها.
 
والبعد عن القضايا الرئيسية ونسيانها والدخول في متاهات الجزئيات والخلافات من شأنه أن يوقع الضربة القاضية في أي مشروع اصلاحي يمكن ان تتبناه الأغلبية. كما انه بداية للمسمار المؤلم في نعش جثمانها.
 
اذا استمرت الأغلبية على هذا المنوال فبأي وجه ستعود الى الشارع السياسي، وتحت أي ذريعة ستدعي عدم الانجاز وتحقيق المطالب الرئيسية في رفع راية الحرب ضد الفساد في مشاريع النزاهة. والحرب ضد التطرف والعنصرية والقبلية والطائفية التي شقت المجتمع وحولته أو كادت الى جزر طائفية وقبلية صغيرة متفرقة. يقتات عليها هواة السياسة، ويصعد على حطامها محبو القيادة. وهي في غفلة عن مشاريع تجريم العنصرية بكل أشكالها. 
نقول هذا الكلام ونحن نأمل بأن «تتلاحق» الأغلبية على نفسها وتهذب سلوكها السياسي وتركز على برنامجها الانتخابي بأولوياته الحقيقية التي يريدها المجتمع بعيدا عن الأجندات الخاصة والمطالبات المدفوعة.
 
نقول هذا الكلام ونحن نريد لهذه التجربة أن تنجح، ونأمل أن يخرج الوطن من عنق الزجاجة وقد حقق انجازاً يذكر. فهل تعي الأغلبية دورها وتخرج من توهانها؟ هذا ما نأمله.