أقلامهم

عدنان فرزات: طلقات في صدر نهلة … وميشال بن لادن

ميشال بن لادن..!

عدنان فرزات
يرتكب العالم حماقات مضحكة، تجاه ما يحصل اليوم في سوريا، بعضها لا يخلو من ألم، ولكن احيانا تندس السخرية في عمق جرح نازف.
ومن الحماقات المضحكة الطازجة، اورد ما يلي:
النظام في سوريا اتهم فتاة مسيحية تدعى يارا ميشال شماس، بانها تنتمي الى السلفية الجهادية..! وعلى هذا الاساس فان الناشطين: ميشال كيلو وجورج صبرا احدهما اسامة بن لادن والآخر ايمن الظواهري. ويقيمان في تورا بورا..!
وفي هذا المقام سأسرد هذه الحكاية الصغيرة: حكى لي صديق ان صاحب عمله رجل شديد وقاس، ويبث الرعب في نفوس موظفيه، اكثر من حارس مناوب على باب مقر حزب البعث.
وكان لدى صاحب العمل هذا مجموعة مديرين من شتى الانتماءات الدينية، منهم المسلم والمسيحي والهندوسي والبوذي وحتى عبدة الزعماء.. وصادف ان دعاهم صاحب العمل (المرعب) الى اجتماع، وكان يصادف يوم جمعة، وبينما هم في الاجتماع، هرع السكرتير نحو صاحب العمل (المفزع) ليخبره بان موعد صلاة الجمعة يوشك ان يفوت، فهب الرجل غاضبا منرفزا صارخا في وجه السكرتير لانه تأخر في ابلاغه، فارتجف الحاضرون وهبوا واقفين معه، ثم بحركة لا ارادية سار فساروا خلفه حتى وجدوا انفسهم يقفون في الصف الذي يليه في المسجد القريب من مقر الشركة..!
ان الخوف الذي يتربص بالناس، في ظل نظام قمعي دكتاتوري، من شأنه ان يوحد الناس تحت عقيدة واحدة جديدة عليهم هي.. الحرية..
من الحماقات الاخرى التي تدعو للسخرية، ان الاقمار الاصطناعية استطاعت ان تكشف ان النظام السوري لم يلتزم بسحب قواته الثقيلة من الشوارع والمدن.. حسنا اذا عندكم هذه المقدرة على كشف هذا الشيء بمناظير الفضاء، فلماذا كل هذا اللف والدوران وارسال مراقبين بالقطارة، وليس فقط بالقطارة بل ربما في المرحلة المقبلة سيرسلون المراقب نفسه على دفعات، مرة يده ومرة قدمه ومرة الخوذة فقط..؟ والا كيف نفسر وصول 13 مراقبا فقط حتى قبل يومين، بينما القتل مستمر بمعدله الذي كان عليه قبل البعثة؟ ولكن للامانة وكي لا يقول احد ان الامم المتحدة لم تفعل شيئا حيال الشعب السوري، وللتاريخ اقول، لقد اعرب امينها العام بان كي مون شخصيا منذ يومين عن.. «قلقه»..!
***
كثيرة هي القصص المؤلمة التي تحكى الآن عما يجري في سوريا، ولكن هذه القصة فيها شجن مأساوي مؤلم.. فلقد كانت الام المسنة المقيمة في الرستن، تتلقى اتصالا هاتفيا من ابنتها المقيمة في الخارج، ولما كان الارسال ضعيفا، فقد خرجت الوالدة الى الباب، فعاجلها قناص بطلقات اصابت صدرها وقدمها.. سأذكر اسم الضحية على سبيل مصداقية الحادثة.. ليس الا.. هي نهلة فرزات.. ام لتسعة ابناء.. هؤلاء هم عصابتها المسلحة.. بالامومة..