حوارات

سلطان العميمي لـ سبر : شاعر المليون أعاد الحياة إلى القصيدة النبطية

 
من النقد الرياضي إلى النقد الشعري.. إلى كتابة القصة القصيرة، هكذا تنقل الكاتب والناقد الإماراتي سلطان العميمي من ضفة إلى ضفة مانحاً كل من هذه الضفاف حضوره الملفت، وبصمته الخاصة.
وهو أحد أعضاء لجنة شاعر المليون.. المسابقة الأشهر في الوطن العربي منذ خمس سنوات وحتى الآن ، تواجد قبل أيام في الكويت ووقع مجموعته القصصية “الصفحة 79 من مذكراتي”.. التي لاقت صدى واسعاً في الشارع الثقافي الإماراتي والخليجي على حد سواء..واحتفى به عدد من المثقفين والشعراء والنقاد. 
سبر التقته على هامش هذا الاحتفاء وحاورته في شؤونه الكتابية وفي الهمّ الأدبي الإماراتي والخليجي وفي امور أخرى، وإليكم هذا الحوار: 
 
حدثنا عن تجربتك في كتابة القصة القصيرة وعن مجموعتك القصصية ( الصفحة 79 من ذاكرتي ) ؟

هذه تجربة حصيلة ثماني سنوات من الكتابة في هذا المجال.. وقد نشرت قرابة أربع قصص من هذه المجموعة في مجلة العربي الكويتية وجريدة الخليج الإماراتية واتخذت قرارا قبل سنة بإمكانية إصدار واختيار بعض من هذه القصص للنشر في مجموعة قصصية ، وقبل أن أنشرها عرضتها على مجموعة ممن أثق في ذائقتهم وآرائهم في مجالي القصة والنقد وخرجت بهذه المجموعة التي اعتبرها مجالا جديدا لي بعد تجربتي في مجال الشعر وإصداراتي البحثية والدراسات في مجال الأدب الشعبي .
كيف كان التفاعل مع  هذه المجموعة؟
حظيت مجموعتي القصصية ( الصفحة 79 من ذاكرتي ) بنجاح كبير والفضل لله سبحانه بالرغم من أنها لم توزع خارج دولة الإمارات، وأغلب الكمية وزعت داخل الإمارات، ونفدت الطبعة الأولى خلال أقل من سنة، وجئت الآن  لدولة الكويت لتوقيع الطبعة الثانية وهذا دليل زيادة انتشاري خارج موطني الإمارات .
نسمع عن القصة وعن الأقصوصة وعن القصة القصيرة جداً أو ما سُميّت بـ ق/ق/ج .. فما الفرق؟
اختلفت الأسماء حول القصة ولكن يكاد يكون الشكل واحداً.. وإن ظل المحتوى مغايراً، لكن هناك من يسميها قصة قصيرة جداً وهناك من يسميها قصة مكثفة وغيرهم أقصوصة ، وأي مسمى آخر ينطبق عليه هذا الجنس الأدبي.
مالذي يميز القصة القصيرة.. وماذا عن مجموعتك القصصية ؟
تمتاز القصة القصيرة جداً بالتكثيف الأدبي وبالاختصار وبعدد الأسطر القليلة ووصل الحال لبعض النصوص الأدبية وما سُمّيت بالقصة القصيرة جداً والقصة المكثفة إلى سطر واحد وإلى ثلاث أو أربع كلمات يتوافر فيها الحدث واللغة والفكرة وتحيط بها جميع الجوانب ، وتظهر منها البداية والنهاية والحدث . وهذا كله يتلمسه القارئ لمجموعتي القصصية الصفحة 79 من ذاكرتي .
خمس سنوات هي عمر مسابقة شاعر المليون.. وأنت ماتزال أحد أعضائها البارزين، مالذي تركته في نفسك هذه المسابقة؟
تجربة مسابقة شاعر المليون تركت تأثيرها على الساحة الشعرية وعلى الشعراء . سنة بعد أخرى نجد أن التجربة تثبت نجاحها وتثبت جدواها وتثبت تأثيرها ، وفي كل سنة نحصد نحن كلجنة تحكيم نتائج لم يتوقعها أحد ، كنا نحن وضعناها في بالنا ولم يكن أحد يتوقع أن نحصد بهذا النجاح وبهذه السرعة.. الموسم الخامس كان دليلاً على الوعي لدى شعرائه على وجه الخصوص.. وطوال تلك المدة حدث الانتقال والتطور في القصيدة النبطية وفي الفكرة وفي طريقة طرحها وفي مواضيعها التي تطرح، بعد أن كانت تقدم نماذج ليست قليلة لكن في الموسم الخامس كانت أغلب الأسماء أبرزت صورة مغايرة للشاعر النبطي واكتشاف ذائقة جديدة له، نحن كلجنة وإدارة قائمة على مسابقة شاعر المليون ننظر إلى التغيير الذي حدث لدى الجمهور ولدى الشعراء ولدى المتلقي .
وما تأثير المسابقة على المتابعين ؟
الآن حينما نلتقي الجمهور صار يحدثنا عن القصيدة النبطية ويحدثنا عن شعراء المسابقة بصورة مختلفة تماما عن السابق ، صار الجمهور الآن يعطي رأيه بالقصيدة ويعطي رأيه بالشاعر ويعطي رأيه بأعضاء لجنة التحكيم وكل هذا نحن فخورون وسعداء به، فالجمهور تطور في طريقة تعامله مع القصيدة النبطية وتعلم من خلال مسابقة شاعر المليون .
وماذا عن تجربتك الشخصية في شاعر المليون ؟
أنا شخصياً استفدت كثيراً من مشاركتي في مسابقة شاعر المليون كأحد أعضاء اللجنة.. فقد أعطتني شهرة إعلامية وعرّفت الجمهور على سلطان العميمي، خلال خمس سنوات مرّت علي آلاف النصوص الشعرية واختلفت مع زملائي في اللجنة على جماليات بعض النصوص فيها ، وكلنا استفدنا من المسابقة وكلنا استفدنا من بعضنا البعض ، وإن اختلفنا فإن هذا الاختلاف صحي ومفيد للجميع .
من الذي استفاد من الآخر؟ الضيوف أم الشعراء أم اللجنة في نجاح مسابقة شاعر المليون ؟
المسابقة وضعت طريقة جديدة لتناول للشعر النبطي ونقده في منطقة الخليج والوطن العربي بشكل عام، الشعراء هم جزء مهم من مسابقة شاعر المليون، وكذلك أعضاء اللجنة وكذلك ضيوف البرنامج هم جزء مهم من البرنامج ، وكل منهم ساهم بشكل أو بآخر في نجاح المسابقة، وكل من هؤلاء يكمل الآخر حتى تحقق النجاح وتم تقديم المسابقة بأفضل شكل لها للجمهور والمتلقين .

هل الموسم الخامس بمثل مستوى نجاح بقية المواسم السابقة ؟
نحن لدينا مركز دراسات في مركز المسابقة الإعلامي يتابع كل ما ينشر في وسائل الإعلام عن المسابقة ونجد في كل سنة أن المسابقة يزداد نجاحها ويكبر من منطقة الخليج امتداداً إلى الوطن العربي حتى وصل الحال إلى أن يكون هناك اهتمام أجنبي بالمسابقة وترجمة أخبارها وحلقاتها إلى اللغة الإنجليزية . وكل كلام يردد عن أن المسابقة بدأت تفقد بريقها هو كلام غير صحيح وغير واقعي .
هل لديكم النية في إكمال مواسم مسابقة شاعر المليون ؟
بكل تأكيد ستكون هناك مواسم جديدة لمسابقة شاعر المليون، ولدينا سعي كامل لتطوير المسابقة، فنحن القائمين على المسابقة ضد الجمود وضد تكرار أنفسنا وستكون هناك أفكار جديدة من شأنها تطوير البرنامج ، ونحن حالياً نواجه  أسئلة الكثير من الشعراء الذين يستوضحون عن موعد التسجيل في الموسم الجديد .
حدثنا عن المشهد الثقافي في الإمارات.. وعن دور المؤسسات الرسمية في هذا الشأن.
التجرية  الثقافية في دولة الإمارات أثبتت أنه بالإمكان توازياً مع التطور التكنولوجي والاقتصادي التعاطي مع الجانب الثقافي بأسلوب عصري وناجح ، أثبتت هيئة أبو ظبي للثقافة والسياحة أنه لا يزال هناك إقبال من المواطن الإماراتي على وجه الخصوص ومن المتابع العربي واهتمام بالثقافة.. ما دمت قادر على طرح المادة الثقافية التي تتطلب المرحلة التي يعيشها.. أنا شخصياً أدخل معارض فنية بإمارة أبو ظبي وأجد ازدحاماً كبيراً فيها من المتابعين والمهتمين من المواطنين ومن كافة الجنسيات.. وعلى سبيل المثال نجد أن إصداراتنا الشعرية يعاد طبعها للمرات الثانية والثالثة ولها القبول والطلب وهذا يعني أنه لدينا جمهور قارئ يتطلب من الدولة ومؤسساتها توفير كافة مستلزماته الثقافية من مسابقات ومعارض ودور نشر وغيرها .
ما مدى ارتباطك مع برامج التواصل الاجتماعية مثل برنامج تويتر والفيسبوك باعتبارك شاعراً وناقداً وقاصاً؟
أنا أتواجد في تويتر منذ أكثر من سنة… برامج التواصل هذه “الفيسبوك وتويتر” وغيرهما أصبحت جزءاً مهما من حياتنا الاجتماعية وفي تحقيق التواصل الناس فيما بينهم . وفي تويتر يتساوى الجميع بغض النظر عن عدد المتابعين للأشخاص، والمهم هو التواصل وطرح الآراء والأفكار، وقديماً كان الناس ينتظرون المناسبات كي يتواصلوا مع الكتاب والفنانين والآن من خلال هذه البرامج صار الجميع باستطاعته الوصول اليومي وبجميع الأوقات مع من يحب، وبرنامج تويتر له من الإيجابيات والسلبيات لكن له من الإيجاب أكثر وأنا سعيد بتواجدي به وأتابع به المئات من الكتاب والإعلاميين ومن عامة الناس، وأنا أسعد كثيراً بملاحظات المتابعين وأتواصل معهم وأرد عليهم جميعهم وأقوم بإعادة نشر ما أجده صالحاً للنشر من متابعيي ومن أقوم بمتابعتهم .
ماذا عن مشاريعك القادمة ؟
لدي مجموعة قصصية قادمة بإذن الله ، وأقوم الآن بإعداد معجم اللهجة الإماراتية يتكون من عشرة أجزاء خاص لي لا يشاركني بكتابته وإحضاره أحد وأنا اعمل على إعداده منذ أكثر من سبع سنوات ، ولدي أيضا إصدارات في دراسات الأدب الشعبي وفي الشعر النبطي وستنشر قريباً ، وأيضا سأقوم بطبع بعض من دراساتي القديمة قريبا .
هل من كلمة أخيرة ؟
 شكرا لحضور جريدة سبر حفل توقيع مجموعتي القصصية وإجراء هذا الحوار.. كما أشكر أيضا كل من تحمل مشقة المجيء لحضور حفل التوقيع.