أقلامهم

حسن عباس: لعنة «القبيضة» ومجلس الحفيظة.. سراق كرامة الانسان!

لعنة «القبيضة» ومجلس الحفيظة
 
د. حسن عبدالله عباس



لو قارنا مجلس 2009 ومجلس 2012 لوجدناهما لا يختلفان كثيرا عن بعض. فالاثنان يحملان المشكلة نفسها.
اشتهر مجلس 2009 بأنه مجلس القبيضة كون الغالبية من نواب الموالاة الحكومية تضخمت حساباتهم، فكانت تهمة ذاك المجلس ان القرار السياسي مسروق بسبب بيع الضمير.
هذا المجلس لم يختلف عن اصل مشكلة ذاك المجلس، فهذا المجلس كان مسروقا ايضا. فمجلس الحفيظة (لانهم متدينون محافظون) سرق القرار السياسي كما فعل القبيضة.


مجلس القبيضة اشتهر عنه انه انقلب على الدستور وعدل عليه بفعل تصرفاته ومواقفه وتصويتاته. مجلس الحفيظة كذلك، مجلس الحفيظة استخدم النظام الدستوري لمصلحته فشكل لجانا للتحقيق واوصل نوابه الى مراكز القرار والانقضاض على حق الشعب وحاول ايقاف شكوى مكتب المجلس ضد المقتحمين له. ما الفرق الكبير بين ان يصوت غالبية مجلس القبيضة على رفع استجواب بحجة القانون والدستور، وبين مجلس الحفيظة في اختيار الفضل والجويهل لترفع عنهما الحصانة ويبقيها على زملائه البراك والمسلم وبحجة القانون والدستور!
نعم ذاك شر ووبال وفال أسود على الكويت لانه مشوب بالرشاوى وبيع الضمائر لأجل حفنة من الدنانير. لكن كما انه يوجد سراق للمال العام، كذلك يوجد سراق للضمير العام. فمجلس الحفيظة سرق الضمير وسرق الحق وأقصره على نفسه وحرمه على بقية المواطنين. أبقى لنفسه الحق، وحرم على بقية اخوانه المواطنين معنى المواطنة وفرزهم اما على انهم ليبراليون كفار او انهم صفويون ولاؤهم للخارج!


لا تظن انني منسجم مع مجلس 2009، بل على العكس تماما، فأنا كنت من المعارضين والمتمنين لحله بأسرع وقت. لكن السرقة ليست دائما في الاموال، فهناك من يسرق الضمير، ومن يسرق الدين، ومن يسرق القرار، ومن يسرق المواطنة.


كلمة البراك بأن مجلس القبيضة مجلس الانقلاب على الدستور قد يحتمل الصح، لكن يا ليته يضيف ويكمل بأن مجلس الحفيظة ايضا مجلس الانقلاب على الدستور لكثرة ألاعيبه بالاحبال الدستورية. كيف لا وفريق الغالبية حاول تنقيح الدستور ليخيطه على مقاسه الاسلامي المتشدد! بل كيف لا واكبر انتهاك للدستور هو انك انت ونواب الغالبية دخلتم مجلسا ورضيتم لتكونوا لاعبين رئيسيين لأكبر عملية انقلاب على الدستور وهو قبولكم لتكونوا نواباً في مجلس شابته عدم الدستورية منذ اليوم الاول.


شكرا للدكتور المقاطع الذي حذركم مرارا وتكرارا، لكن ما العمل وانتم قد شغلكم حب الانتقام والتشفي والفرز الطائفي والقبلي والشحن المذهبي والدولي واصطياد وتحين الفرص عن الانتصار للدستور! فليذهب مجلس القبيضة الى الجحيم كما ذهب مجلس الحفيظة الى الجحيم، فالاثنان سراق كرامة الانسان!