أقلامهم

الدعيج: بعد وفاة الشيخ سعد، وانفراط عقد التحالف الثلاثي، الديني القبلي السلطوي انقلبوا بقدرة قادر الى معارضة

القطيع الكويتي
عبداللطيف الدعيج
القطيع الكويتي تغيرت لهجته يوم امس، أي بعد تباشير اعلان مرشح الاخوان رئيسا لمصر. فزادت حدة وتعاظمت جرأة في انتقاد القضاء والدعوة الى الخروج على النظام العام. ومع هذا يسمون انفسهم «وطنيين» ودستوريين بعد. وفوق هذا كله المعارضة الوحيدة في البلد، ونسوا أو هم بكل تأكيد تناسوا انهم طول عمرهم كانوا ارباب السلطة وتوابعها وخدمها المخلصين. استخدمهم – الله يرحمه – الشيخ سعد لتحجيم القوى الوطنية الديموقراطية وضربها، وجيرهم لاضفاء الشرعية على المجلس الوطني ودعمه.
طول عمرهم كانوا خانعين ومسالمين للسلطة. لكن بعد وفاة الشيخ سعد، وانفراط عقد التحالف الثلاثي، الديني القبلي السلطوي انقلبوا بقدرة قادر الى معارضة والى قوى دستورية معنية بالحفاظ على المواد والقواعد المتعلقة بمجلس الامة وحسب، اما حقوق الناس فهي ليست امرا ثانويا وحسب، بل مادة للتكسب واداة يستخدمون الحجر عليها وتقييدها وسيلة لاستدرار عطف وتأييد السذج من ناخبيهم. وكذلك الحال مع المبادئ الديموقراطية في الحرية والعدالة والمساواة. فهم من طالب بل حاسب السلطة لانها تساهلت في امر الحريات، وغضت النظر بعض الشيء عن النشاط الحر لبعض الصحف والقنوات. وهم من حصنوا انفسهم وحرموا المواطنين وباقي الناس من مقاضاتهم أو الاقتصاص من عبثهم بكرامات الغير وعفتهم. وهم من فضل ناخبيهم وميزهم عن الغير، وخصص لهم العلاوات والبدلات التي لا يستحقون. ديموقراطيتهم لا حرية، فمن يفتح فمه اعلام فاسد، ولا عدالة فـ«ضمير الامة» محصن عن المقاضاة، ولا مساواة، فنواب الاقلية لا مجال لهم لممارسة حقوقهم أو اداء دورهم النيابي المفروض. اما الوطنية فهي عندهم مزدوجة. بل في الغالب ذات انتماء واحد ليس للكويت منه نصيب. فمرة يسعون لضمها لهذه الدولة أو تلك، ومرة يريدون التضحية بها لدعم تمرد هذا البلد أو لوقف ثورة بلد آخر. المصلحة الوطنية ليست هي المحرك، وليست هي الدليل، بل الهم الطائفي والعصبية الدينية والقبلية هو ما يستثير حماس القطيع الكويتي وغيرته.
كانوا خانعين للسلطة، سوطها الذي تؤدب به وسورها الذي تركن اليه. لكن، بعد وفاة الشيخ سعد… وبعدما طرح امر تحويل الكويت الى مركز مالي، وبعد ان بدأت سياسات الانفتاح وخطوات التنمية انقلبوا الى معارضة شرسة تتصدى للانفتاح السياسي والاجتماعي الذي يتعارض وموروثها البائد وتجاهد لوقف التنمية الاقتصادية التي يعتقدون انها تضرهم ولا تفيدهم في شيء، فهم ضد التنمية وضد الانتاج، يحتقرون التصنيع وبينهم وبين العمل عداوة.