أقلامهم

“الشيخة” تكتب: .. هي فوضى

على نحو (لم يكن مفاجئاً) ظهرت كاتبة “مشاغبة” دأبت على التحرش بالسلطة، وبين الوقت والآخر تجري عملية تشريح دقيقة للوضع السياسي، متجاوزة (بلا خوف) الكثير من الخطوط الحمراء..
أما لماذا لم يكن ظهورها مفاجئاً فلأن الأزمات السياسية المتلاحقة أنجبت غيرها الكثير، وكانت هي من جملة هؤلاء، بعضهم يكتب بأسماء مكشوفة وآخرون بمسميات مستترة، في حين أنها فضلت أن تبقى مجهولة الهوية وإن كثر الكلام عن أنها واحدة من “بنات” الأسرة الحاكمة.
إنها (الشيخة) .. وهذا هو اسمها الحركي، التي تكتب بلغة جاذبة، رشيقة.. متوثبة في كتاباتها، جاهزة لملاحقة الطرائد ومن ثم افتراسها، وهذه الطرائد غالباً ما تكون على شاكلة نواب سابقين أو حاليين، ووزراء وشيوخ وشخصيات عامة وأخرى مؤثرة وتجار ومرموقين..ولأن كتاباتها من النوع الذي لايصلح للنشر في الصحف العريقة، فقد لجأت إلى مدونتها الخاصة لتقول ما تريد دون قيد أو شرط، ومازالت تكتب المقال تلو المقال. 
كثيرون قالوا إنها “شيخة”  بالفعل، وآخرون استبعدوا ذلك من واقع أسلوبها الكتابي الذي تستخدم فيه مفردات وأمثالاً بدوية صرفة.
وأيّاً كانت، فإن كتاباتها تستحق التأمل، وحتى إن خالفتها الرأي فلن تختلف معها في براعة الأسلوب والسرد والاستطراد.

آخر مقال لها  حمل عنوان “هي فوضى” .. وهو مستوحى من فيلم عربي أثار الكثير من الجدل وردود الفعل باعتباره تعدى على ثوابت المجتمع..
 وهنا نص المقال تنشره سبر كما هو:
تُرهقنيّ المُقدِمات دائماً .. ففي جُعبتِي الكثير- (ثرثارَة علَى مُستَوى)، ورُغم ذلك فِي خاطِري شيءٌ ما أودُ كِتابته لا أعلمْ ما هو .. ولطالما قُلت أثناء إمساكي بِحقيبتي “وخيرُ صديقٍ في السَفر الغِيابْ” لكنني سُرعان ما تراجعتُ ونسفتْ قواعد فترة الإسترخاء لِتشغلني تِلك السياسة التي هَوَت بي إلى قاعٍ غير معلوم الهويّة ! 
على غفلةٍ مني جالِسة بإحدى المقاعد في الـ “متـرو” حامِله دفتريّ الذي لا يُفارقني البتة وأكتُب .. يا الله الحديثُ عن الوطَن يُمزقنيّ . 
الشمس في La Défense تشرق بِحياءٍ شديد لا داعي له .. كالِبنت في ليلة زِفافها، لكني أراها اليوم جريئة بِطلّتها كـ سُطوري !
لِتعذُرنيّ الآنِسة (باريس) إن إعتزلتُ الفُسحة لأكتُب .. ولِيعذرني سيّدها المُتعجرِف (الشانزليزيه) إن أعلنتُ الحِداد بينيّ وبين أرصِفته وأقمت التعازيْ على التسكعْ …. فـ وطنيّ يَحتضر وما أصعب النِداءات يا عِزرائيل,  فما كُنْتُ أنويّ بِنداءاتي إليك .. (الكُويّت) !
الإسم أعلاه لا يُقصد بِه فيلم “لِلكبار فَقط” .. ولا من إخراج مُبدع مصريّ يصِف هموم العشوائيات, تقوم بِتقديمه (مُبتذله) بإسم الفنْ أو (ساقِط) تحت لائحة “أنا رجُل .. لا يُعيبني شيئاً” !
تِلك قضيّة وطَنْ سأخرجها بِنفسيّ على شكل فيلم “مسموح لِلمُشاهدة من قِبل الجميع” تقوم بِتقديمه مجموعة (عابِثات) بإسم حقوق المرأه يُشاركهن البطولة (خائنْ عَهد) .. باعَ الذِمة وقال لِضميره يوماً: وداعــيَّــه !
دائماً يهوي بِنا لِلضياع ومن ثَم ينطقها (مهمتنا الحفاظ على أمن البلد وإستقراره) .. أيُ إستقرارٍ يا هذا؟
فالأربعاء الأسود ما كان يوم الإقتحام … كان يوم الحَل, وشتّان بينهُم !
سؤال/ من إفترش الأرض بِليالْ الشتاء البارِده فِداءً لِبعثرة الفساد .. تعوّضه؟

سؤال/ من ردّد (إرحل إرحل يا ناصر) إلى أن وصل حدْ البُكآ .. تعوّضه؟

سؤال/ من ثارت به الحميّه و ودّ لو قطَّع أوصال الخرافي .. تعوّضه؟

سؤال/ من ذبح قعود بمناسبة خسارة عسكر .. تعوّضه؟

سؤال/ من طرد الحويلة مِن ديوانه بِغية النصره لِعزَّته .. تعوّضه؟

سؤال/ من قاطع دليهي وكأنما قاطع كافِراً .. تعوّضه؟

سؤال/ من صدّ الـعدوة حفظاً لِماء الوجه .. تعوّضه؟

سؤال/ من كَسر (بوكيهات الورد) فوق رأس حمّاد وسكرتيره وركلهم خارج صالة الأفراح .. تعوّضه؟

سؤال/ من بكى لحظة فوز السعدون وشهق طويلاً وكأنه غريقٌ بِعهد “السجّان” .. تعوّضه؟
فمن ذا الذي جعل سعدون حمّاد ينام عند باب مجلس الأمه وينسى الألم ..
 ومن أوقظ دميثير صباحاً لِيتوشح البشت ..
ومن جارىَ الذي باع “دينه” من أجل صناديق الإقتراع 
ومن جعلنيّ أدرك حديث (قاضيان في النار وقاضٍ في الجنّه)
ومن جعلنيّ أيقن بأنهُ (من السهل الهبوط بعد الصعود ومن الصعب الصعود بعد الهبوط)
ومن جعلنيّ أُردد بينيْ وبين نفسي/ “يـا جابِر مُنذ سنوات كُنت تقول بأن الكويت أنت وأنت الكويت .. فلِما غادرت ؟ يا أبتيّ هل نبكي فُراقك بعد حين .. أم نشكو الألم لِتابوتك”؟
ومــاذا بَعدْ؟
هل تتفاخر بإبن “أكبرها وأسمنها” الذي ما إن سمِع بالملايين زاغ قَلبه !
وهل تُفضلّ سرقات وشيكات ومناقصات (كتلة العمل الخرطي) على سواعد رِجالات (الأغلبيّه) !
وهل تَتعجب مِن (علبة تونه) .. أسمى نفسهُ حوتـاً !
وهل سـ يستقبل خلف دميثير المهنئين بعودته إلى المجلس في (سميرا ميس) القاهرة !
وهل يُشاركك حُب المال (فارس المجلس) الذي أمسى (سارق المجلس) ……….. ده كان زمان يالعدوة ! 
 وهل تسمح لأن يكون بِمجلسك شخصٌ كهذا؟ (في إحدى الجلسات السرية مخلد: الشيخ اللي مايدفع ماهو شيخ) !
وهل تتخيّل روعة المنظر (الحربش يُخلي مكتبه لغانم اللميع “الصنم” والصيفي يُخلي مكتبه للحويلة “المُنافق” والمسلم يُخلي مكتبه لحمّاد “القبيض”) !
وهل تستثيرك صلابة (الخرينج) أم حِنجرة (زنيفر) أو عدالة (الحريتيْ) !
أم إنك مُتأثراً بِذاك الحالِم الذي يقطن بِلاد العجائب وفي كُل صباحٍ يجد (إسوار كِسرى) تحت وِسادته .. الخـاليه !
أو أن (الثُلاثي الصامت) أمسى يَذهلُك بِصمته .. الذي لن تعقبهُ عاصِفة, أبـــــداً !
أما أخواتنا (المبليّات) … فالدُعاء خيرٌ وأبقى ..
تأكد … (سلوى) هي الحسنة الوحيده في المجلس (المُختلّ) فكما تقول جارتنا المُسنّه “العرب تاخذ علومها من خبولها”
سمِعنا وأطعنا أكثر مِما يستحق .. وهذا لا يُترجم إننا لا نستجديّ إلا بالحُروف !
صمَتْنا وخضعنا اكثر مِما ينبغي .. لكن هذا لا يعني إننا على فُراق مجلس 2012 لسنا بِمحزونون !
سئمنا أن يكون جميعهم في تغريداته (البوعزيزي) وعندما تُناديهم البلد يتحوّلون لأبطالٍ من ورَق كـ كابتن ماجِد .. فمتى سيتحوّل الشعب من (ترفٍ) لـ (صَلف) ! لا تكونوا رِجال نُصوص وردايـا مواقِف .. فكما عبِثوا بِصلاحياتنا كشعب عليهم السيّر معنا نحو نُقطة .. نضعها على السطر أو على رؤوسهم !
(الذيل الذي يتحول إلى رأس من السهل أن يعود ذيلاً 
لكن الرأس الذي يتحول إلى ذيل من المُستحيل أن يعود راساً) وهذهِ حكمة صاغتها أمـوآس الحقائق !
السطور السابِقة تحتاجُ لِعقلٍ راشد .. لا عينٍ لا تفقه بما تقرأ !
كُنّا ننــادي (إرحــلّ) .. وما هي إلا بضع شهور وجاء من اجل عيّنيه (الحلّ) ! أتواسي القلب هذهِ الحقيقه؟
يوّم الجُمعة “سابقاً” كنّا نجتمِع بالبيّت العتيق لِتُخضب جدتيّ يديْ بالحنّاء وتُسرّح جدائلي بِحرفيّه وليَذكر لي جديّ كم من بيت شعرٍ صاغها في شبابه يحكيها ليّ بِلكنةٍ بدويّه تجعلني أرى كُل الرِجال (حـاف) عِند مُداعبة شُعيّراته البيضاء ونسيان شقاوتي والوقوف مُحدقه إعجاباً بِنظرته التي يَرمق بها رِجـالاتي لِيُلبي لي كُلاً منهم شيئاً يفوق قيود “أُنثى بدويّه” .. وبعد أن أرعبني المساء وكان لي مع فقدِهم حِكاية, هل عاد يوم الجُمعة كما عهدته أم أنهُ تغيّر من عُهده إلى أُخرى ! 
فإسمحولي بدل أن أوصيكم بِحضور (خطبة الجُمعة) .. سأقول/ الجُمعة ……… (ميّدان الأحرار)
لأننا نادراً ما نُفكر بِشيء إسمه (وطَنْ) !!
وأخشى أن يأتينا يوم يسألنا أطفال دفاتِرُنا عن مُفردة قرأؤها في قاموس اللُغات تتكوّن من ثلاثة احرف (و،ط،،ن)، فنعجزْ عن تعريفه .. ونمضي بِالكتابه !
لم أُغادر سنوات (الرَبيع) لكننيّ وصلت (سن اليأس) أثناء كِتابة هذهِ السطور .. عفواً وقَف صفيرُ الـ “متـرو” ووصلت لِلمحطه التي أرجو, وداعاً إلى حين.
وشـوشه في أُذنٍ صماء/
يا رجُل .. (ألفاً) أُخرى كفيله بإسكات جموعٍ مُتخاذله وشعبٌ ترف, وإن عاودتم توزيع التموين “مجاناً” سيرضخون هُن وعجائزهن لـ مجلس شورىَ .. فمن لُجمت أفواههم من خيرات منحتكم و تجاهلوا دموع زوجة ما هدأت قلِقه وقبروا حرقة قلب أًم ما لبِثت متوجِعه وتناسوا نظرات يتيمة تائهة تُنادي الأيام القادِمة “يبه يبه” ومامن مُجيب !
 أليس بقادرين على ان يتجاهلوا “حل مجلس” تحت إسم .. إن مع العُسر يُسرا ؟
سؤال يشغلنيّ/
لو إنني ركلتُك لأزِقة باريس …… و نِساء باريس
 أستنشغل؟ وتُريح قلوبُنا المَدميّه؟
أم ستُسجل في دفاترك اليوميّة …
حكايا أهل الضباب؟
و “هيّبتك” تطلق لها عنان البَعثرة ..
وتُردد بعدها/ ليتنيْ كُنت .. نسيّاً منسيا !
* آلشَـــــيخـــهّ