أقلامهم

مشاري الحمد: المواطن يريد الزبدة ويريد ما يحل أزماته

إمارة دستورية …من يحميكم؟
مشاري عبدالله الحمد
 
من يجلس في ديوانيته تحت التكييف في مسكن محترم ويذهب لا سمح الله إن مرض لمركز صحي متكامل مجهز أو مستشفى حديث بعيد عن الازدحام والاكتظاظ السكاني وأولاده لا يشتكون من ضعف المعلمين واستغلالهم للأبناء في الدروس الخصوصية أو أن يأتي شخص من دولة عربية ليقوم بالتدريس على شكل نظام الوجبات السريعة وهو لا يعرف شيئا بالمناهج ويجمع من جيوب أولياء الامور ما سهل حمله وخف ليطير ..إن وجدتم هذه الاساسيات متوافرة فإن الطبقة الوسطى في الكويت آمنة المدخول اقتصاديا وتكون هي الحامي لمراكز القوى السياسية بعيدا عن أي فوضى كونها مستقرة ولا تريد التغيير والكلمة كانت تقال سابقا (الله لا يغيّر علينا) لأن كل الامور طيبة ماشية بسكينة وهدوء ولكن اليوم هذه الطبقة اهتز امانها الاقتصادي ولا تنفع معها العطايا المؤقتة والمطلوب لها أن تشعر بالامان كونها الشريحة الاكبر في المجتمع
سمعنا خطابات الساسة والمطالبات بإمارة دستورية وحكومة منتخبة وسمعنا بأن هناك من رفع السقف وهناك من قام بخلعه عن بكرة أبيه وكل ذلك جيد والحياة لا نزال على قيدها نتنفس ونسمع كلاما جميلا ولكن المواطن يريد الزبدة ويريد ما يحل أزماته وكيف ستكون مطالب هؤلاء النواب وما الذي ستؤدي اليه وهل من نجاح للمجتمع؟
أنا على يقين بأن الشريحة الاكبر في الشارع لا تعي معاني الامارة الدستورية وما حاجتها للدولة وكيفية الانتقال أصلا لهذه المرحلة وهو ليس بالامر المعيب ولكن الناس تبحث عن حاجاتها بطبيعة الحال والناس تبحث عن أي نظام سياسي يوفر لها المعيشة المتوازنة ومقارنة الكويت ماليا بدولة تماثلها القوة والملاءة المالية نجد أن المقارنة شاسعة في المستوى المعيشي على الاقل من الجانب السكني كمشكلة أساسية في كل مجتمع
ولكن كل تلك المطالبات السياسية وإن كانت هي من حقوق المواطن أن يعبّر فيها عن رأيه نقول بما قبل هذه المطالب ما الذي يعرفه المواطن عن واجباته ؟ وأنا أتكلم هنا عن التاجر قبل المواطن البسيط فالبلد بشركاتها الكبيرة التي تنتشر في ارجاء العالم تبني وترعى المسابقات خارج الكويت ولكن داخل الكويت طالما المواطن تم شفطه فلا داعي للمساهمة الاجتماعية فمن باب أولى أن تقدم هذه الشركات الكبيرة والتي نسمع عن عملقتها اقليميا وتبني قليلا في لبنان وشوية في مصر حتى وصل البعض منها الى روسيا أن تفرض عليها الدولة بأن تخصص سنويا مشروعا يجتزأ من ارباحهم يعود للمجتمع أكمل أما المواطن البسيط كما قال الدكتور أحمد الربعي رحمه الله (الكويتي –ومعه حق- – يرفع صوته عاليا ضد سراق المال العام ولكن مستعد لتبرير عذر طبي بهدف عدم الذهاب لعمله رغم أنه غير مريض).
لذلك قبل أن نعدل ونغير ونصرخ نريد أن نعرف ما الذي يريده المواطن الذي صمت عن كل شيء ولماذا الحكومات المتعاقبة لم تع حاجات المواطن البسيط الذي وصلت فيه الحالة ليوصل نائبا لمجلس الامة ومن ثم يترجاه لتخليص حاجة هي احدى حقوقه بطريقة مذلة وكأننا نعيش في بلد يتحرك على من تعرف وليس ما هي حقوقك وواجباتك؟ ….الساسة يريدون امارة دستورية وحكومة منتخبة ولكن المواطن في الخليج لا تهمه الطريق ولكن يريد الهدف …أن يكون متزنا اجتماعيا واقتصاديا ….ودمتم