أقلامهم

أنوار الجويسري: دعونا لا نستبق الأحداث ومع ذلك لا نتلبس السكون

شعب متعقّل متصدّر
| أنوار مرزوق الجويسري |
على أثر التطورات السابقة في بلدنا الكويت، وبعد أن كان الكويتيون سياسيين بالإجماع تحولت الجموع للقانون وأصبح التطلع للأحكام وتعمّق النظر في الدستور، وككل الأحداث الصعبة التي واجهناها كشعب وأمة كنا على أتم استعداد لمواجهة الصدمة، أن يُحلّ مجلس اختاره الشعب وعلّق الآمال عليه بحكم قضائي والأدهى والأمرّ أن يرجع لنا مجلس قد تم حله سابقاً كرد فعل على انتهاكات و تجاوزات مجلس 2009، تلك الصدمة لم تكن بالبساطة ليتوقعها شخص عادي ليس طرفا في سلطة ولا جزءا من نزاع مصالح.
حكم المحكمة الدستورية ليس لنا إلا احترامه، ومن هنا ننظر لقيم الشعب التي وُضعت لنماء بلد مقارنة بقيم شخوص وُضعت لنماء مصلحة فردية، لذلك اضطر الشعب لتجاوز قيمه ناظراً في قيم الآخر الذي لطالما كان ضد المصلحة العامة، ضد المجلس المنسجم وضد الإنجازاته المتتالية في فترة زمنية قصيرة، و لأن نظرتنا للآخر وقيمه، أهدافه وتطلعاته تجعلنا أكثر وعياً بما من الممكن حدوثه تفادياً للصدمات لحظنا انخفاض النفس الشاعري والانفعالي وزيادة النفس المتعقل المتفهم والواعي، وهكذا بالضبط كانت ردة فعل الشعب الكويتي من سياسيين وشباب وقانونيين، لا ننكر أننا جميعاً كنا في المعادلة مفعولا فيه لكننا لم ولن نقبل أن نكون كذلك طويلاً حيث تصدّرنا الأفعال بدلاً من ردود الأفعال، فكانت البيانات والتصريحات والمقابلات والمقالات والخطاب المتداول في مواقع التواصل اجتماعي، كل ذلك كان حاضراً بشكل أكبر وأوضح من خطاب النزول للشارع والمظاهرات فكانوا قلة من كثرة، حتى من كان معنيا بالأمر من أعضاء مجلس 2012 كانت أطروحاتهم موضوعية وحيادية أكثر من كونها شخصانية وتبعاً للأهواء. 
دعونا لا نستبق الأحداث ومع ذلك لا نتلبس السكون فنكون رد فعل، وليس بالضرورة أن يكون التصدر بالطيش بُعداً عن التعقل بل أجدر بالتصدّر أن يكون واقعيا واعيا، إن أول ما شهدناه من الشعب العاقل المتفهم هو الاستفهام، فكانت التساؤلات عريضة، كبيرة، و مفتوحة، من قدّم الطعن؟ هل قدّمه رغبةً في الانتصار لنفسه أم انتصاراً لرغبات أكبر؟ لماذا سكت القانونيون طوال فترة الانتخابات عن مثل هذا الخطأ الكبير؟ لماذا تم فتح باب الانتخاب والترشيح أصلاً والحكومة أدرى بالقانون والتلاعب فيه؟؟ وهل ستكون الانتخابات القادمة نزيهة؟ وكيف سيتم التلاعب؟ ومن المسؤول عنه؟، اعذرني قارئي على كثرة التساؤلات وتداخلها لكن كل تلك التساؤلات محل نظر في عقل كل كويتي، وكلنا نتساءل مثل تلك التساؤلات وأكثر، لربما وجدنا الإجابة عند البعض لكن ما زالت نظرتنا قاصرة بحكم كوننا مفعولا فيه وبحكم أننا بيعدون كل البعد عن أصحاب النفوذ وبحكم قيمنا التي تختلف تماماً عن قيمهم. 
ومن هنا و ظراً في التساؤل طمعاً بالإجابة الشافية الوافية أدعو لإقامة الملتقيات والندوات كخطوة فعّالة محاولةً في تقريب وجهات النظر وفك رموز الخطط بعيدة المدى رغبةً في استشراف المستقبل وصناعةً لسيناريوات الإصلاح المأمولة.