أقلامهم

وليد الغانم: يذهب الوزراء ويبقى التخلف الاداري والفساد المالي

شبعنا تكريماً للوزراء .. متى تحاسبونهم؟
وليد عبدالله الغانم
«كرمت وزارة المالية وزيرها السابق مصطفى الشمالي لمسيرة عطاء وخدمة الوزير وما قدمه لوزارة المالية من انجازات وأعمال حافلة».. ما هي اعمال الوزير وانجازاته وقراراته التي لا يعرفها الشعب الكويتي الا بعد استقالته؟ ليس هذا موضوعنا حاليا.
وزراء يدخلون في الحكومات المتتالية ثم يذهبون، بعضهم يبعد عنوة، كما يحصل في الاستجوابات المتكررة، ومنهم من يدخل ويخرج لا يدري كيف اصبح وزيرا ولا يعلم لم تمت اقالته، والطيب فيهم من يبادر بتقديم الاستقالة من عمله فيذكره الناس بالخير لاستقالته لا لإنجازه في الوزارة..
نفتقد في الكويت نظاما يقيّم اداء الوزير وبخلاف رضا الحكومة عن الوزير او إعراض النواب عن معارضته او تحالفه مع قوى اعلامية تجمل صورته يبقى عمل الوزراء فاقدا معايير تقييم صحيحة ومنصفة وعادلة..
استقال وزيران أخيراً، وزير المالية ووزير الشؤون، وشتان بين استقالتيهما، فوزير المالية ابى الا ان يواجه النواب على منصة الاستجواب يدافع عن نفسه ويحفظ ماء وجهه ويبرر قراراته، لكنه لم ينجح بذلك، في حين ان وزير الشؤون اضطرب في التعامل مع الاستجوابين المقدمين له، فمرة صرح باستعداده للمواجهة ومرة طلب تأجيلا اسبوعين، ثم فاجأ الناس بتقديمه للاستقالة ليبقي ما ورد في صحائف الاستجواب تهما معلقة في حق عمله من دون محاولته مواجهة النواب كما فعل زميله الشمالي..
ماذا استفادت الكويت من استقالة الوزراء، وماذا استفاد الناس من هذه الاستجوابات؟ يذهب الوزراء ويبقى التخلف الاداري والفساد المالي والتعثر في العمل والتخلف في الانجاز كما هو بل ويزداد مع قدوم وزراء بعدهم ونستمر في حلقة مفرغة، يتقهقر اداء الحكومة وينحرف اداء النواب في المحاسبة وتستمر خسائر الوطن التنموية ومصالح المواطن اليومية ثم ماذا بعد ذلك..؟
متى تتم محاسبة الوزراء على اعمالهم محاسبة حقيقية تكشف لنا المسؤول الفعلي عن التخلف الاداري والفساد المالي والمعوقين للعمل والمتسببين في الاضرار بمصالح الناس في كل وزارة؟ متى يشعر الوزراء والقياديون ان مسؤوليتهم اكبر من ارضاء الحكومة واسكات النواب بالمصالح وانما تطبيق القوانين وتطوير الخدمات وتصحيح الانحرافات في مواقع العمل والتقدم بمرافق الدولة بالشكل اللائق بها وبثروتها العظيمة؟ ومتى يقدم النواب استجوابات حقيقية وتصحيحية وليست للانتقام الشخصي والصراع السياسي الخفي كما تكرر أخيراً.. متى تنصلح الامور؟ والله الموفق.