أقلامهم

الدعيج: جماعة السموم لم يهبطوا بلغة الحوار فقط .. لكنهم مع الأسف هبطوا بمستوى الوعي والطرح السياسي إلى الحضيض

السموم
عبداللطيف الدعيج
جماعة القطيع العربي او المقاطعة او ايا كانت التسمية التي تعجبهم، مع انني حاليا افضل ان اطلق عليهم «السموم العربي» لانها افضل او اسرع فهما لاصدقائنا الاميركان ممن اطلق عليهم «الربيع» العربي، اسرع وابسط فهما من بقية الصفات، وذلك لان لفظة السموم اقتبستها الانكليزية واخذت تطلقها على الرياح الصحراوية الحارة التي تحرق الاخضر قبل اليابس.
جماعة السموم لم يهبطوا بلغة الحوار فقط، فهذا اصلا لا يهم، ولن يغني او يضر احدا، اللهم الا صاحبه. لكنهم مع الاسف هبطوا بمستوى الوعي والطرح السياسي الى الحضيض. واخذوا يُنظِّرون ويفلسفون لمبادئ وطنية وديموقراطية اكبر من حجمهم ولا تتناسب وخلفيتهم الاجتماعية وحتى السياسية. لهذا كان صعبا عليهم استيعاب الحكم التاريخي للمحكمة الدستورية الذي قلص السلطات السيادية للسلطة واعاد للشعب والامة ما انتقص من سيادتها. لكن اين للسموم ان يعوا ويستوعبوا تقدمية هذا الحكم وديموقراطيته. وليس غريبا هنا انهم يعترضون على هذا الحكم وينكرونه انطلاقا من انهم «الامة صاحبة السيادة المطلقة». لكن الغريب انهم  بالطبع لا يعون ولا يستوعبون انهم بهذا الاعتراض يغصبون الامة سلطتها التي وفرتها المحكمة الدستورية ويسلمونها، «باردة مبردة» او بالادق يردونها مرة ثانية للسلطة. لا.. ويسمون نفسهم ديموقراطيين ودستوريين وانصار تفعيل سلطات الامة وتطويرها بعد.
منذ ان رفعوا شعار «الا الدستور» تصديت لهم، وكشفت في اكثر من مناسبة زيفهم ونفسهم الرجعي الدكتاتوري، خصوصا ذاك المتحامل على «حرية التعبير» تحت حجج الاعلام الفاسد والاعلام المجير لخدمة الغير. ليس هناك اعلام فاسد واعلام طازة. بل هناك رأي ورأي آخر، مصلحة ومصلحة اخرى تتعارض معها.. وديموقراطيا البقاء للاصلح. وليس لمن يخل باصول الصراع الديموقراطي ومبادئ التكافؤ ويحتكر الحقيقة قبل السلطة.
واليوم يستمرون في غيّهم وتدليسهم ويرفعون شعار «الحكومة الشعبية» والوزارة المنتخبة. الحكومة الشعبية او الوزارة المنتخبة تتطلب ان يكون كل الكويتيين يتمتعون بفرصة وحق تشكيل هذه الحكومة والتمتع بعضويتها. جماعة السموم يريدونها خالصة لهم، لا مجال فيها للرأي المضاد او المصالح المتعارضة مع مصالحهم. يحصنون معتقداتهم بالغوغائية حيث المعارض اعلام فاسد او بقوة القانون حيث يعدمون من يتجرأ ويعترض!…
تداول السلطة هو «الحرية».. وناس لا تؤمن بالحرية وحق الاخر في الاختلاف عيب عليها الحديث عن الحكومة الشعبية، وليس من حقها الطنطنة بالحكم الدستوري او الترويج للحكومة البرلمانية لان هذا يعني سيطرة فئة واحدة الى الابد على مقدرات الاخرين او.. اعدامهم.