أقلامهم

وليد المجني: مع الأسف الشديد سياسة الدولة -إن كانت هناك سياسة للدولة- تحرض المواطن على النزول إلى الشارع

للإرادة كلمة وللشعب موقف 
وليد المجني
بما أنه لا مُشاحّة في الاصطلاح فالقيام على مصالح الرعية لما يؤهلهم لقيادة الأمة هو نوع من أنواع السياسة، فكما يكون الأب هو صاحب القرار في المنزل فيصبح قراره سياسياً، كذلك صاحب القرار في الدولة يصبح رأيه سياسياً، وكما قال الشيخ صفوت الشوادفي, وكلّ راعٍ في رعيته يُسوسهم, أي يقوم عليهم بما يصلحهم، وهذه المسألة خطيرة جداً وتتناسب مع الأحداث التي تمر بها البلاد، لأن منازعة الحكومات تؤدي في كل الحالات إلى وقوع الفتن، وفي نفس الوقت لا بد أن تكون الأمة أو المجتمع مؤهلاً للقيام بهذا العبء بصورة صحيحة، وليس بصورة دعائية قد تأخذ شكلاً آخر ومن ثم نأسف على كل ما فات.
الحاصل أن غالب الشباب سئموا لعبة شد الحبل بين المجلس والحكومة حتى ضاقوا ذرعا من الأوضاع المتذبذبة، فقاموا بتكوين الحركات الشعبية بغية إيصال صوتهم لمن يملكون القرار وخوفاً على مستقبلهم الذي أصبح هاجساً مسيطراً على نفوسهم، والشواهد على ذلك كثيرة وعلى سبيل المثال: الانحدار في المستوى التعليمي، رفع نسب القبول في الكليات، ندرة الفرص الوظيفية، تراجع الخدمات الطبية، زيادة في الطلبات السكنية، وغيرها من أمور قد لا يلمسها المواطن البسيط الذي جل همه أن يعيش دون اختناق مروري!
مع الأسف الشديد سياسة الدولة -إن كانت هناك سياسة للدولة- تحرض المواطن على النزول إلى الشارع وجعل ذلك أداة للمتربصين الحاقدين الذين لا يهمهم استقرار البلاد، فضلاً عن توجيههم في المقام الأول إلى القيم والأعراف التي تؤهلهم عن طريق الاستقامة حتى يتمكنوا من بناء مستقبل افضل للجيل القادم، وهناك مؤشرات خطيرة لا تبشر بالخير على المستوى المحلي تنذر بتوترات في الساحة العربية، الأمر الذي يؤدي إلى سهولة اختراق الدول غير المتوازنة، ونحن في مثل هذا الوقت نحتاج إلى وحدة صف المواطنين وتلاحمهم والتصدي لكل المحاولات اليائسة التي تريد النيل من إرادة الشعب الكويتي الحر.