أقلامهم

محمد الدوسري: خروج الجري في هذا الوقت بالذات .. لم يكن أمرًا طبيعيًا أو غير مدروس

غربال
مؤشر المعركة..وليد الجري
كتب محمد مساعد الدوسري
 
لم يكن خروج النائب السابق وليد الجري عن صمته في هذا الوقت بالذات أمرا طبيعيا، أو غير مدروس، فهذا الرجل الذي ابتعد عن عضوية البرلمان وهو في قمة عطائه، وهو محل ثقة أبناء دائرته ويحتل المركز الأول فيها دوما، يحمل الكثير لوطنه، وشخصيا أعتقد أن ظهوره في هذا الوقت بالذات يعتبر مؤشرا على شراسة المعركة المقبلة مع السلطة وقوى تجار الفساد، سواء في المعركة الانتخابية المتوقع أن تبدأ قريبا، أو المواجهات السياسية التي ستعقبها.
لا ينكر أحد أن الاصطفاف الكبير المتشكل هذه الأيام يكشف حجم ضراوة المعركة المقبلين عليها كشعب كويتي، وكان لها مؤشرات، لعل إحداها تصفية الصراعات التاريخية بين أقطاب تجارية من أجل توحيد الصف أمام تيار الأغلبية النيابية الذي تشكل أخيرا في مجلس الأمة، والذي أدى توحد صفه إلى الإضرار بمصالح تجار الفساد في أكثر من قانون كانوا عازمين على إقراره لصالح المواطن الكويتي العادي.
التحالف الواسع المشكل من التجمع الشعبي وحدس وجزء من التجمع الإسلامي السلفي ونواب مستقلين من الحاضرة والبادية، يعتبر الوحيد من نوعه في تاريخ العمل البرلماني منذ نشأته، وذلك إذا ما عرفنا أنه استمر داخل مجلس الأمة وخارجه، وذلك في سبيل إعادة غربلة الوضع السياسي الذي اعتراه الفساد والشلل وشراء الولاءات من شخصيات أصبحت معروفة للجميع، وأعتقد أن هذا التحالف مستهدف بشكل واضح من قوى تجار الفساد التي تحاول لملمة صفوفها لإعادة سطوتها ونفوذها وسيطرتها على مفاصل الدولة وعلى مناقصاتها وأراضيها كما كان الوضع عليه في العقود القليلة الماضية.
التجمع الذي أقامه النائب محمد الصقر في ديوانه يوم أمس، هو أمر ليس بغريب ويعتبر طبيعيا ومن الحقوق المسلم بها لكل مواطن كويتي أو قوة سياسية في المجتمع الكويتي، إلا أن اختيار النائبة د.معصومة المبارك والنائب أحمد المليفي ضمن هذا التجمع لسؤالهم إلى أين تذهب الكويت، فيه الكثير من الإجحاف للمواطنين الكويتيين، إذ شاركت النائبة معصومة المبارك في كل الأفعال التي قامت بها الأغلبية البرلمانية في مجلس 2009 المنبوذ، بينما كانت قرارات وأفعال أحمد المليفي كنائب وكوزير كفيلة بمعرفة إلى أين ستذهب بنا قراراته في الكويت!.
لن أتحدث عن التحالف الوطني وما قام به قادته من مساومات على مناصب الدولة، وسكوتهم المريب عن الحكومات السابقة التي حاولوا أن ينقلبوا عليها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، من خلال مسرحية الرصاصات الخمس التي كانت فارغة كما يبدو، بل سأتحدث عن الوجهة التي يريدون أن يذهبوا إليها ويأخذوا الكويتيين معهم، فهل يريدونا أن نعود إلى السابق عندما كانوا يحتلون المشهد السياسي ويفاوضون الحكومة بإسم الشعب، بينما كانت أغلبية الشعب مهمشة ولا يؤخذ برأيها؟.