أقلامهم

فهيد البصيري: الحقيقة التي لا غبار عليها أن بعض أجنحة مؤسسة الحكم وحلفائها يتحملون مسؤولية ما وصلنا إليه

حديث الأيام / في بيتنا شرير!!
 
د. فهيد البصيري
الأوضاع في الكويت لا تسر الصديق ولا تغيض العدا، والحكومات التي تعاقبت على الكويت منذ بداية التسعينات أي بعد الغزو مباشرة حكومات تحصيل حاصل وفشلت في إدارة الدولة فشلا يندى له الجبين، بل إننا لم نحصد من هذه الحكومات سوى الفوضى ولم تنجح سوى في خلق النزاعات وإشعال الفتن الطائفية والعرقية في بلد لا يتجاوز سكانه المليون نسمة، والحقيقة التي لا غبار عليها أن بعض أجنحة مؤسسة الحكم وحلفائها من ذوي المصالح يتحملون مسؤولية ما وصلنا إليه من انحدار حتى على مستوى لعب الكرة، والصراع الدائر في الكويت صراع على السلطة، والصراع على السلطة هو صراع على مراكز القرار، والمقصود هنا هو صنع القرار الذي يحقق مصالحك وأهواءك، ورغم أن الشعب لا ذنب له في ما يحدث إلا أنه في النهاية سيدفع الثمن، فالجنرالات هم من يعلنون الحرب وعلى الجنود أن يقوموا بالباقي أي بالتضحية! 
وفي الأيام الماضية دخلت الكويت مرحلة لم تعهدها لا من قبل ولا من بعد، فبعد حكم المحكمة الدستورية، توقف الزمن وعادت عقارب الساعة للوراء وأصبحنا أمام حالة لا توجد إلا في خيال كاتبة الروايات البوليسية (اغاثي كريستي)، وللأسف لم تكن ردة فعل بعض النواب متوافقة مع جسامة الحدث وخطورته بل إن بعضهم كادت تقتله الفرحة عندما أبطل مجلس 2012.
لقد دخلت الكويت بسببي أنا طبعا! نفقا مظلما لا مخرج منه إلا بالكي على الرأس، وربما لا بد من خرق للدستور والقوانين لتصحيح خطأ الحكومة السابقة المقصود! فأحد الخبراء الدستوريين وما أكثرهم هذه الأيام يقول: إن عدم قسم الحكومة أمام المجلس لا يمنحها حق طلب حله..( يالله حلوها)! والحقيقة الأكيدة أن هذا الخطأ الحكومي التاريخي قد يصيب الكويت في مقتل، وفي أهم أركانها وهو الدستور الذي ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ومن غيره تصبح الدولة (حارة كل من إيدو إلو)، ويكفي أن تسمع تصريحات بعض النواب لكي تدرك أننا أصبحنا على أبواب حرب أهلية، فالنائب الصقر يقول: ان الخنجر وصل للنحر! والأكيد أننا المنحورون ولكنه لم يقل لنا من الناحر، والنائب الغانم يقول وبصراحة ليست غريبة عليه :يا ذرية مبارك هل تريدون الحكم أم لا؟!هل تريدون بيعة…(وتفلون)؟ ومن كلامه يبدو أن الدولة أصبحت معروضة في المزاد!! أما النائب عبيد الوسمي فيقول يجب أن يصدق قول الله فينا ( وتلك الأيام نداولها بين الناس).. ولم يقل لنا من هم الناس هنا؟، ولكن أخطر هذه التصريحات هو ما قاله النائب مرزوق الغانم أيضا فهو بطل التصريحات بلا منازع، و يقول وبالحرف المحفور، إن هناك شريرا من ذرية مبارك يريد الانقلاب على الحكم! بالاتفاق مع جماعة مستترة ولن تظهر هذه الجماعة إلا بعد الفصل الأخير، وهل المقصود في آخر الزمان!!
والسؤال هنا هل هذه المعلومات التي في غاية الخطورة صحيحة؟ وهل هناك من يريد بيع الكويت؟ وهل هناك فعلا من يريد الانقلاب على الحكم؟ وإذا كانت هذه المعلومات صحيحة لماذا لا يهب النواب الأشاوس لمنع هذا العبث، أليسوا ممثلي الأمة والأوصياء عليها؟ وهل ينتظرون مني أو من الإنسان العادي أن ينقذهم وينقذ الكويت؟ ولكن ما يجعلني متفائلا وأقول ان الدنيا ما زالت بخير هو تصريح النائبة الفاضلة سلوى الجسار فهي تقول : لا مانع لدي من تعديل حق الناخب إلى صوتين أو صوت…و(من عندي)، أو حتى ولا صوت.