أقلامهم

نواف البدر: لدينا من العنصرية والحسد ما يغطي عين الشمس

عنصريتنا البغيضة… فهد العنزي!
نواف فهد البدر
لدينا من العنصرية والحسد ما يغطي عين الشمس! وبكل أسف مع أن مجتمعنا لا يتجاوز المليون والربع فإن لدينا اختلافات طائفية وطبقية وعرقية أيضاً، وأفكر أحياناً ما حالنا لو كنا شعب الـ80 مليوناً؟ هل كنا سنبقى متحدين أم نتحول إلى دول وشعوب وقبائل؟!
النفس العنصري داخل مجتمعنا لم يتراجع، بل يتصاعد يوماً بعد يوم، والفضل للسياسات التي تمارسها الدولة منذ سنوات طويلة تمتد لعقود من الزمن.
في الحدث الأخير الذي تعرض له اللاعب فهد العنزي من رسم مسيء، بدا اللاعب كأنه يتذلل ويزحف من أجل الجنسية!
فأولاً اللاعب فهد العنزي من الكويتيين «البدون» وحقق مع زملائه في المنتخب ما عجزت الحكومة والمجلس عن عمله! عندما فاز المنتخب بكأس الخليج، وفاز فهد العنزي بأفضل لاعب خليجي، التحم وتوحد الشعب الكويتي وفرح جميع الكويتيين دون استثناء، حضراً وبدواً، شيعة وسنّة، نجح اللاعبون في جمع الكويتيين كلهم خلف فريق يمثل اسم الكويت فقط ولا شيء غيرها، وهذا في نظري كافٍ، لكن هل تعلمون أن والد اللاعب فهد العنزي عسكري في الجيش الكويتي ومتقاعد وخدم في الجيش 40 عاماً؟!
يا ترى ماذا قدمنا من وفاء وإخلاص لوالد فهد العنزي قبل فهد!
لقد قدمنا لهما المرّ والنكران، نعم نجحنا في إهانتهما وإيذائهما، وفي مشاركة الكويت في كأس آسيا الأخيرة، اشترط الاتحاد الآسيوي وجود بطاقات مدنية للاعبين «البدون» وكان اللاعبان فهد العنزي ومحمد راشد من «البدون» بالمنتخب، وقامت هيئة المعلومات المدنية بإصدار بطاقات مدنية لهما مكتوباً في خانة الجنسية «كويتي»! وهذا تزوير رسمي من قِبَل جهات حكومية! والمصيبة الكبرى بعد عودتهما من بطولة كأس آسيا تم سحب البطاقات المدنية منهما! وعملية السحب هذه أعتبرها إهانة كبرى للاعبين وإمعاناً في الإذلال!
ويأتي البعض الآن ليلوم فهد العنزي، إذا حصل على جنسية بلد آخر، بل نحن في الكويت مَن نقول للجميع: نحن لا نقدر الشهداء «البدون» ولا العسكريين «البدون» ولا نحترمهم، بل نتلذذ بإهانتهم وحرمانهم من الجنسية وحتى من حقوقهم الإنسانية!
كفوا عنصريتكم المريضة عن كفاءات «البدون»، فنجاحهم لن يوقفه عدم تكريم أو رسومات مسيئة!
***
بعد أن قام بيت الزكاة الكويتي بمنع الزكاة عن «البدون» الذين لا يجددون بطاقاتهم أو تم سحبها، كتب الشاعر أحمد الرسلاني هذه الأبيات:
«بيت الزكاة صرت منهم ليه يا بيت الزكاة؟
إســـــــــــــــــــلامنا وش دخله باثباتنا!
أخــــاف تمنعني غـــــــداً فرض الصـــــــــــــــــــــــــــلاة
وتقول لا تصلي مثل صلاتنا!»