أقلامهم

حسن جوهر: أطفال تيماء سوف ينتصرون في النهاية .. لأن خصومهم لا يتمتعون بالمرجلة!

ماهي مرجلة !
د. حسن عبدالله جوهر
تلفيق التهم، وخاصة الخيانة، بلا دليل ولا محاكمة عادلة وتحوّل الجلاد إلى قاض، والمتهم بلا وكيل أو محام، فقط من أجل إذلال هذه الفئة الضعيفة، ومن روح استعلائية وعنصرية مريضة والله “ماهي مرجلة”، والويل ثم الويل من غضب الله من هذا الظلم والافتراء!
ضرب البدون “ماهي مرجلة”، والاستقواء على هذه الشريحة بكل هذا الاستنفار الأمني والمدرعات والقوات الخاصة، وبكثافة عددية تفوق حجم مجموعة شباب وفتيات عزل ينشدون السلام الوطني الكويتي، ويرفعون أعلام بلدنا وصور أميرنا، لا يعكس سوى صورة قبيحة ومذلة لمفهوم التعاطي مع هذه القضية إنسانية كانت أو سياسية أو حضارية!
والاعتداء على النساء وحتى المواطنات منهن لمجرد تأييد البدون والخروج معهم في الاحتجاجات والتعبير عن الرأي، بالتأكيد “ماهي مرجلة”، ولا يجسّد النخوة الكويتية على الإطلاق!
ورشّ الأطفال الصغار بالماء الحار وإرعابهم من قبل رجال ملثمين بأقنعة سوداء يلوحون بهراواتهم في الهواء قطعاً “ماهي مرجلة”، ولا يعبّر هذا المنظر عن فلسفة الأمن وعنوان الأمان!
وتلفيق التهم، وخاصة الخيانة، بلا دليل ولا محاكمة عادلة وتحوّل الجلاد إلى قاض، والمتهم بلا وكيل أو محام، فقط من أجل إذلال هذه الفئة الضعيفة، ومن روح استعلائية وعنصرية مريضة والله “ماهي مرجلة”، والويل ثم الويل من غضب الله من هذا الظلم والافتراء!
والوعود الكاذبة والتباهي خلف “المايكروفونات” ووسائل الإعلام بمنح الحقوق الإنسانية البسيطة لأبناء البدون، ثم العمل عكس ذلك في الخفاء وعند التطبيق “ماهي مرجلة”، ولا تليق بصفات الصدق والمسؤولية عند الرجال!
وإنزال دمعة بدلاً من رسم فرحة على محيّا الطلبة البدون الفائقين في الثانوية العامة، وبنسب تجاوزت 95% في دراسة مناهجنا الوطنية من خلال حرمانهم من التكريم والتعليم الجامعي حتماً “ماهي مرجلة”، ولا يليق ذلك بأخلاق معلمنا الأول والآخر رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم!
والادعاء بأن أبناء الشهداء وجنود التحرير وعمال النفط وأصحاب المؤهلات العليا وغيرهم ممن يربو عددهم على 35 ألف إنسان يستحقون الجنسية بموجب إثباتات ومستندات ذات مرجعية حكومية، ثم يسحقون ويعذبون ويعدمون مدنياً كل يوم بل كل لحظة “ماهي مرجلة”، وهذه صورة أخرى من صور الفوضى التي تعم ديرتنا مع كل الأسى والأسف.
مثل هذه الكلمات يجب أن توثق وتدون وتذكر لأن من سنن الحياة ومن حتميات القدر أن هذا الملف لن يبقى مغلقاً إلى الأبد، وأن أطفال تيماء المروعين اليوم سوف ينتصرون في النهاية بكل بساطة لأن خصومهم لا يتمتعون بالمرجلة!