أقلامهم

ذعار الرشيدي: الديموقراطية في الكويت ليست قابلة للمساومة، فإما تأتي كاملة، او تأتي كاملة.

“عربانة برد” آينشتاين.. ومجلس الأمة 
ذعار الرشيدي 
في الكويت لن يخبرك احد بالحقيقة السياسية الكاملة، وكل ما تقرأه من تصريحات لوزراء ونواب وسياسين غيرهم لا يتعدى كونه جزءا من الحقيقة، لا اقول ان الساسة في بلدي يكذبون ولكنهم لا يقولون الحقيقة كاملة، وهذا جزء من الكذب السياسي الابيض.
****
عندما يهاجم الجميع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، وهي المؤسسة الحكومية الوحيدة في الكويت التي لم يقر بيان ميزانيتها الختامي منذ 2004، فهناك خطأ، كيف تحاسبون مؤسسة لم يقر المجلس ميزانياتها منذ 8 سنوات، ولم تتحرك الحكومة جديا لحل هذه المشكلة، وكل ما حصل منذ 2004 الى اليوم مجرد حرب تصريحات؟!
وكيف تريدون من مؤسسة بلا ميزانية مقرة ان تحدث اسطولها، وبعضكم او كلكم يريد نهش جسدها.. حتى تصبح ارخص من سوق الخصخصة؟!
****
الكارثة التي كادت تحدث لطائرة الكويتية القادمة من جدة لم تكن سوى صفعة حقيقية في وجه الحكومة لتتحرك وتنقذ طائرنا الازرق الكبير، الذي يشحذ البعض سكاكينه لذبحه على طاولة «الخصخصة» وبأرخص سعر ممكن.
****
كيف لمؤسسة مدينة للدولة بأكثر من مليار دولار ان تتحرك او ان تتنفس؟! والله لو أوكلت مهمة ادارتها الى اينشتاين نفسه، لاستقال في اليوم التالي واشترى لنفسه «عربانة برّد» وبسط بها امام مجلس الامة.
****
المسألة كلها تكمن في القرار، وفي ضياع القرار، وآلية تنفيذه، فإن اي مؤسسة في العالم ستنهار في غضون اشهر قلائل، ولكن «الكويتية» لا تزال تقاوم الانهيار أو انها انهارت فعلا، لا احد يعلم، ولكن الاكيد ان هذه المؤسسة الرائدة في المنطقة بحاجة الى رد اعتبار حكومي سريع.
****
بعض البشر عندما تتعامل معهم، فأنت تتعامل مع كتلة غباء مطلقة بلا حدود، حتى عندما يريد بك شرا او يوقع بك، يقوم بنسج مؤامرة غبية مكشوفة ضدك، هو وحده لا يعرف انه مكشوف، مثل هذه النوعية من البشر، لا تحركه ولا ترد عليه، ودعه يأكل نفسه بنفسه، لانه ومن شدة غبائه سيتآمر ان عاجلا او اجلا على نفسه، الا تلاحظون؟! الغباء يكون حليفا جيدا، خاصة اذا كان غباء.. غيرك.
****
الشوق ليس حالة عابرة، بل حالة مستدامة، ما ان يسكنك حتى يعصر قلبك حتى يقطر.. حبا.
****
توضيح الواضح: السياسة ليست سوق جمعة، تخضع فيه البضائع لـ «المكاسر» لذا الديموقراطية في الكويت ليست قابلة للمساومة، فإما تأتي كاملة، او تأتي كاملة. لا يوجد حل وسط هنا ولا توجد مساومة، فلا تساومونا على 4 أصوات أو صوتين او صوت، دوائر 5 أو 10، نريدها كاملة، واضحة لا تقبل اللبس ولا التأويل، فلا مصلحة للوطن بكافة شرائحه ومستوياته واطيافه السياسية الا بالديموقراطية غير المقننة.