أقلامهم

محمد حيات: هل وصلت الحكومة ووزارة الداخلية وجهاز أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية إلى حالة العجز واليأس!؟

سوالف / «البدون» وحلم الحراك الشبابي!
محمد جوهر حيات
للأسف ماحدث الجمعة الماضية من أعمال عنف وبطش وتكميم للأفواه من قِبل رجال الأمن في تيماء أثناء التظاهرات السلمية للإخوة (العزل) البدون يعتبر وصمة عار في جبين دولة المؤسسات الدستورية والديموقراطية والحريات فهل يعقل أن يعتقل ويضرب ويسحل ويهان كل إنسان يُريد أن يعبر عن رأيه بكل طرق حضارية وسلمية في ساحة ترابية لا تعيق سير عمل مؤسسات البلاد ولا تعطل مصالح العباد؟! وهل من قانون يمنع البشر من التعبير عن آرائهم بكل أدب ورُقي؟ وهل ضرب العزل بهذه الوحشية تطبيق لقوانين الدولة؟ وهل العنف هو الحل الأمثل لأزمة البدون التي ماطلت بحلها الحكومات المتعاقبة سنوات طويلة بعد أن حولت (هموم البدون) إلى سلعة تجارية لمقايضة مواقف النواب المتاجرين في قضية البدون سياسياً؟ فهل وصلت الحكومة ووزارة الداخلية وجهاز أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية إلى حالة العجز واليأس في معالجة أوضاع البدون واكتفوا بتصريحاتهم المتناقضة والمضحكة التي تدين عجزهم وتخبطهم الدائم والفاضح واكتفت قواتهم بالضرب والقمع لكل إنسان يعبر عن آرائه ويطالب بمطالبه التي يراها مشروعة؟! يا كرام يا سادة يا محترمين، صحيح بأننا نرجو ونتمنى الحل الإنساني والمنطقي لفئة البدون بتجنيس من يستحق وبتقديم حلول وخدمات أولية لمن لايستحق التجنيس وترحيل من يثبت انتماءه لدولة أخرى وفق أدلة وبراهين حقيقة وليس تلفيق أدلة عبر مزاج موظف الكمبيوتر في اللجنة التنفيذية وقياداته! ولكن (الحرية) حق متأصل في كل إنسان منذ ولادته وليست كالمسكن والتطبيب والتعليم والتوظيف كحقوق يمكن احتكارها لفئة معينة، فلكل إنسان مطلق حق حرية : الاعتقاد والتعبير والتعبد والتنقل.. إلخ في كل بقاع عالم الدول المتحضرة ما دامت تمارس بالطرق الحضارية والسلمية بعيداً عن الغوغائية والتشدد وتهديد الأمن؟ لذلك يا قيادات الداخلية بالفعل هم (بدون) جنسية وثبوتيات وحقوق مدنية ولكنهم ليسوا (بدون) كرامة وعزة وحرية وأيضاً يا قيادات الداخلية من الصعب أن يكون المرء (بدون) جنسية ولكن من التخلف أن يكون المرء (بدون) إنسانية!
أضحكتني ردود فعل العديد من نواب الأمة الأكارم عندما عارضوا إجراءات منع دخول مواطن إلى أرض الوطن، فبدل من أن يدافعوا عنه كمواطن ظُـلم وقرار منعه مخالف لمادة 28 من دستور دولة الكويت أصبحوا يدافعون عنه فقط لأنه (أحد أمراء قبيلة محترمة نقدرها ونحترمها)، فواضح الهدف من دفاعهم هو مجرد أصوات وليس الهدف من دفاعهم تطبيق قوانين ودستور دولة الكويت ونصر مفهوم المواطنة!! قبحتم من نواب متفوقين دائماً بكسب الأصوات ودغدغة العواطف!! فأنتم أيضاً من استجوبتم رئيس وزراء سابقا عندما تم ضرب النواب والمواطنين في الصليبخات وباركنا لكم هذا التحرك والإستجواب، وفي الوقت نفسه أنتم من خذلنا وخذل الحريات والدستور عندما دهاكم الصمت ولم تحاسبوا وزيراً ورئيس وزراء عندما تمت إهانة (الإنسان) في تيماء مرات ومرات ومرات والحرية لكل معتقل بجرم حرية التعبير عن رأيه!! لا بارك الله في من جزء المبدأ والحريات!! وصدق القائل بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس والعنف أداة العاجز.
• حلم الحراك الشبابي!!
بسوء اختيارتنا لممثلينا في السلطة التشريعية أفقدنا تلك السلطة مهامها ودورها الرقابي والتشريعي ورونقها، فغالبية مجلس 2009 تسترت على تخبط وسلبيات وبطش وتوهان الحكومة وغالبية 2012 تفهت العظائم وعظمت التوافه وأخلفت بوعودها للشارع الكويتي وللمطالب الإصلاحية للحراك السياسي الشبابي (المتطلع) الذي قصده الشباب لكل الكويتيين دون تمييز وتعصب وإقصاء وتناحر بين أبناء الوطن الواحد، فالحراك الشبابي كان يسعى لتحقيق آمال هذه الأمة من قِبل حُسن أعمال سُلطاتها ولكن لا مجلس ذات تشريع تنموي ورقابة جادة ولا حكومة حامية لقانون البلد! فتحقيق تنمية وتطلعات الأمة بحاجة لرجال ونساء دولة وليس لرجال (صناديق اقتراع) أحرقوا الوطن والمجلس بنار العنصرية والطائفية والقبلية والرشاوى والمصالح السياسية! والتنمية لا يتم تحقيقها عبر أوهام حكومية ولا تتم عبر نواب جعلوا مواطنين البلد إما أذناب إيران أو عملاء لقطر أو تبع للسعودية أو أدوات لجماعة تكفيرية وذلك ليكتسحوا الانتخابات البرلمانية على حساب تفتيت وحدتنا وتأخر تطور ونهضة وطننا! وواضح بأن أغلب القوى السياسية لا تملك مشروعاً إصلاحياً فاقتصر دورها على بيانات وندوات ردة الفعل! وحان وقت الحراك الشبابي أن يخرج من عباءة الغالبية وتلك القوى السياسية التي لا تملك القدرة المحققة لطموحات الشباب الإصلاحية والتنموية والتقدمية! ومنا للمصطادين بالماء العكر وأيتامهم فانتقادنا للغالبية لا يعني أن نرتمي بأحضان بعض نواب الأقلية المتعايشين على ردة الفعل بلا مشروع تقدمي ونهضوي يفيدون به البلاد والعباد! فيا شباب الحراك المخلصون ويا شباب وطني المتطلعون والمثقفون والحريصون والمتنورون سيأتي وقت الاختيار قريباً فهل ستحسنون الاختيار أم ستضيعون الفرصة مثل العادة وستختارون غالبية وأقلية لا يفقهون معنى آمالكم وآمال تنمية وتطلع وطنكم؟! الفرص لن تتكرر كثيراً يا أترابي وعلى أهل العزم تأتي العزائمُ ولنَعي الدرس تماماً هذه المرة من أجل هذا الوطن الذي يجمعنا (وكي لايموت الحلم)… انتهى