أقلامهم

ذعار الرشيدي: التشكيل الحكومي الجديد أشبه بزفة شخص تزوج في المخفر

الأصدقاء شجرة زيتون الحياة 
ذعار الرشيدي 
لا أعلم لماذا تواردت إلى ذهني هذه الصورة وأنا أتذكر أصدقائي، الأصدقاء هم شجرة زيتون الحياة، لا تموت ذكراهم حتى ان احتلتها جيوش النسيان، ألا ترون ان فلسطين احتلت منذ 60 عاما، وحاولت جيوش الصهاينة تغيير ديموغرافية الأرض وهجروا أصحابها الأصليين وحاولوا تغيير هوية الأرض، ومع هذا بقيت أشجار الزيتون عصية عليهم لتذكرنا بأن لنا أرضا اسمها فلسطين ستعود يوما.
«سنرجع يوما» عندما تصدح بها السيدة فيروز وكأن الزمن يتوقف للحظة تهب علينا خلالها نسمة تفاؤل بأن الأرض السليبة ستعود لأهلها، وستعود، وكما أن فلسطين احتلت في حياة بعض المعمرين العرب الذين يذكرون تفاصيل الأحداث، فأنا واثق من انها ستعود في حياة أشخاص يعيشون بيننا اليوم، ربما ليس من بينهم من هو في عمري، ولكنني واثق ثقة عمياء بأنها ستعود في حياة أبنائي.
قائمة أصدقائي تطول، وربما أكون قد قصرت في التواصل معهم بسبب مشاغل الحياة التي منعتنا من التواصل، ولكنني أعلم أنهم موجودون بين أركان الحياة، وهم اقرب إلى القلب من شغافه.
أصدقاء الطفولة وحدهم يبقون أسرى ذكرياتك، عندما تحاول أن تستذكرهم بعد كل هذه السنين لابد أن تنفض غبار الزمن الذي ملأ جنبات روحك، وستعثر عليهم في نهاية الأمر كصورة أطفال بابتسامات عريضة، لا يعلمون أي غد ينتظرهم.
الصداقة أصلها الصدق وليس المصلحة، وإلا لكان اسمها… الصلاحة.
صديقك من تكسر له كل حواجز الميانة، وتدير له ظهرك وأنت آمن مطمئن، ولهذا السبب ليس لدي صديق واحد متورط في العمل السياسي.
على ذكر العمل السياسي لا أعلم ولكن التشكيل الحكومي الجديد أشبه بزفة شخص تزوج في المخفر، فلا طقطقة ولا طيران ولا اهتمام، ولا عجب في ذلك فهي حكومة تتزوج اليوم لتطلق غدا.
عندما يكون لديك صديق بحجم قلب الإعلامي الرائع ماضي الخميس فاعلم انك بخير، لأنه مهما كانت مواعيدك «مضروبة في عشرة» معه فقلبه سيكون معك، من له صديق كـ «ماضي» فلا يخشى الغد، شكرا يا بوعبدالله.