أقلامهم

عيسى العميري: ما أحوجنا هنا في الكويت لمؤسسة او هيئة وطنية لمكافحة ومحاربة الفساد

نحن بحاجة لهيئة لمكافحة الفساد
د. عيسى العميري
انه موضوع قديم وجديد بنفس الوقت.. الفساد، قديم ويتجدد ويتحور كما الفيروس الخبيث الذي يستوجب استئصاله فورا وفور اكتشافه.. لا شك بأن الفساد وكما أسلفنا في مقالات ومقامات سابقة لنا في هذا الصدد لا يخفى على احد وبأن وجود الفساد في اي بيئة بالعالم كفيل بالقضاء على فرص النمو والتطور لأي مجتمع وفي اي بيئة وبرأيي فإن معظم المشاكل التي نراها في هذا البلد سببها الرئيسي الفساد.. وتشكل عثرة كبيرة في طريق النهوض وتحقيق التطور والانتاج والخدمة المنشودة.. او لنقل بأن من اهم الاسباب لحدوث تلك المشاكل هو الفساد.. هذا الوحش الذي متى ما استشرى في اي مكان او جزء من مفاصل الدولة والاماكن التي تشكل بؤرة خصبة لنموه.. والتي تساعد من كان متصلا فيها على الاتجاه نحو تقبل الفساد والرشاوى.. وان لغة الفساد لغة عالمية وليس محلية فقط، ولم نكن نراها في السابق وخلال فترات زمنية منصرمة هنا في الكويت ولكننا اصبحنا نراها اليوم في كل مكان في وزارات الدولة وهيئاتها.. وجدير بالذكر بأنه في نفس تلك البيئة التي بها فساد من اي نوع نجد بأن هناك من يدافع عن فساده والذي ينعم من ورائه ويستفيد بشكل كبير.. فتجده يدافع عن فساده بضراوة وتصويره بأنه حق يراد به باطل.. ولهذا نقول بأننا اليوم ما أحوجنا هنا في الكويت لمؤسسة او هيئة وطنية لمكافحة ومحاربة الفساد والتصدي له واجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه، فهل يلقى نداؤنا هذا صدى لدى اولي الامر واصحاب القرار الحاسم للقيام بمثل تلك الهيئة؟ من هنا ومن هذا المنطلق نقول في هذا الشأن.. بل ونوجه نداءنا هذا لاولي الامر واصحاب القرار لوضع حد والوقوف على هذا الفساد المستشري والضارب جذوره في وزارات الدولة وجميع مفاصلها.. وزواياها وخباياها.. ويكون ذلك عبر انشاء مؤسسة او هيئة تكون مرتبطة بأعمالها وتقاريرها المختصة بالفساد.. مع اصحاب القرار مباشرة ودون وسيط او ممثل.. وتخضع اعمالها للسرية التامة وهيئة تكون على مستوى الحدث والفساد الحاصل في البلد.
كما نقترح في هذا الشأن ان يتم تخصيص رقم هاتف ساخن للابلاغ عن اي حالة فساد او اشتباه.. وايضا تخصيص موقع يخصص للتواصل بين المواطنين والهيئة للوقوف على اي اشتباه بوجود فساد.
وما شجعنا على تناول موضوع الفساد بتلك الطريقة هو اثبات اعجابنا بالهيئة التي تم انشاؤها في المملكة العربية السعودية وهي الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.. والتي من اهم ما يمكن ذكره عنها هو بأن قرار انشاؤها جاء على يد أعلى سلطة في المملكة وهو خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الامر الذي يمنح هذه الهيئة الصبغة المهمة جدا واتصالها وتفاصيل اعمال تكون مباشرة منها الى الملك.
هذا هو الامر الذي نراه حاليا ونضع تفاصيل حديثنا هذا بين يدي ولي الامر ونحن على ثقة ويقين بأنه لا يدخر اي جهد يحقق المصلحة لهذا الوطن والمواطن سابقا وحاليا وان شاء الله مستقبلا.. والله من وراء القصد.