أقلامهم

سلطان بن خميس: نحن الآن نبحث عمن يعيد البوصلة التي اختلفت اتجاهاتها الى طريق الاصلاح مرة اخرى

همس اليراع
في زحمة البيانات .. ضاعت بوصلة الإصلاح !!
كتب سلطان بن خميس
 
مع حالة التوتر السياسي الشديد التي كانت تشهدها الكويت في الأعوام السبعة السابقة، من فساد مالي واداري، واستغلال امني لصالح المتنفذين .. كانت الرؤية للفساد واضحة، وكانت النقط على الحروف .. فيراها الاعمى، ويميزها الطفل في الاول الابتدائي، ولا ينكرها سوى المستفيد ماليا من اللصوص والمرتزقة، والمرضى من العنصريين والطائفيين .. ومع شدة تحصن المفسدين ونفوذهم في المؤسسات، فقد تم خلعهم من اماكن نفوذهم  كما يخلع الشوك من صوف الشاة، بفضل ايمان المصلحين من ابناء الكويت الذين اجتمعوا على قلب واحد، فرفضوا ذل الفساد، ومحاولة استعبادهم على حساب حرية الفاسدين والمجرمين، وسقط القوم، والنطيحة والمتردية .. فضربوا بالساعد الاشد على رؤوس المفسدين، فانفرجت اسارير الكويت.
ولكن ما ان رأينا نور الاصلاح بدأ يشع على محيا الكويت، حتى تهافت الكل محاولين التحكم بمسار هذا النور وتسليطه على هواه، وهنا ضاعت بوصلة الاصلاح .. فالبعض قد اصبح يبحث عن البطولة، فهناك من تقمص حياة “الأكشن” حتى لا تغيب الانظار عنه، ليكون حاضرا في الاذهان، وتلهج الالسن  بذكره  .. وهناك من تنازل عن جزء من مبادئه كعربون لإرضاء مجاميع غاضبة،  فقط ليضمن وجوده وبقوة على الساحة السياسية .. وهناك من اصبح تبعا، يختبئ خلف الاشخاص المفوهين، ليرمي حرفا كل حين وحين وسط خطاب هؤلاء المفوهين، فيبني على الحرف معلقات شعرية، لم تعلق على استار الكعبة، ولم تذكر في كتب التاريخ، فقط لتكون شاهدة على صدق خرافاته !!
ففي زحمة البيانات اصبحت حالتنا صعبة جدا، فللأسف من هدموا اسوار الاعلام الفاسد بالأمس، اصبحوا اليوم هم من يشيّدون الحصون لها وهم لا يعلمون، وهم من يحفرون للكلاب لتخرج من جديد تنبح  على اهل الكويت بعد ان ردمت في جحورها .. فوضعنا الحالي اصبح “ارفع صوتك بالمستحيلات وهدد بالويلات تكون انت سيد الموقف”!!..  واما الاغلبية التي انتخبت على اساس برنامج واضح ارتضاه الجميع وعلى اساسه اصبحوا نوابا، لا نرى منهم الان سوى ردة افعال فردية على كل بيان لأشخاص غاضبة، بل ان البعض من نواب الاغلبية اصبحوا يرسلون اذانهم هنا وهناك لتكون سمّاعة لأي فعل غاضب ليبادر اسرعهم التقاطا بردة الفعل قبل زملائه وهنا يكون هو السوبر ستار !!.. لذلك نوجه رسالة منصحة للقدامى من نواب الاغلبية الذين يفترض انهم اصحاب افق واسع، ونظرة متخصصة فيما يجري من اوضاع سيئة تمر بها الكويت، ونقول لهم: يجب عليكم ان تقيّموا الامور بكل شفافية امام الشعب، ويجب عليكم ان تجدوا الحلول لما نحن فيه من توهان وفلتان يجذب البلد نحو الهاوية  حتى وان اختلف معكم الآخرين، فهذا افضل للبلد وللشعب من التكسب الانتخابي.. فنحن الآن نبحث عمن يعيد البوصلة التي اختلفت اتجاهاتها الى طريق الاصلاح مرة اخرى.