أقلامهم

محمد الرويحل: من صنع لنا القومية وجعلها موضع نزاع لنا طوال تلك العقود هاهو يصنع لنا الطائفية لنتنازع حولها عقودا أخرى

بالعربي المشرمح
الطائفية بدلا من القومية !!
كتب محمد الرويحل
 
بعد أن ذبحت القومية بسكاكين صنّاعها ومرتادي دكاكينها ومثقفي زمنها ، أصبح من الضروري صناعة البديل لها وخلق ما يمكن إشغال الشعوب به من جديد فكانت الطائفية هي البديل الناجح للقومية لتحل محلها وتشغلنا لسنوات أخرى بل ولعقود كي يتمتع صناعها ومؤلفوها ويبدأ مشوار الصراع الطائفي لحين اكتشاف اللعبة ومعرفة أهدافها فتتم صناعة بديل آخر وهكذا نبقى مصنفين مختلفين داخل أسوار الوطن ..
في هذا الزمن الطائفي يختزل الضمير وتتحلل الانسانية ويتغذى الفرد حسب تصنيفه لذاته وللآخرين ومحبته وكراهيته للآخر حسب ما يفرضه الواقع الطائفي فيبدأ برصد  أخطائهم وتجاوزاتهم بينما يبرر ويدافع عن ذات الأخطاء والتجاوزات لمن يقع بها من أبناء طائفته..
في هذا الزمن الطائفي أصبح السني في بوركينا فاسو أهم اليه من الشيعي في بلده، وأصبح الشيعي في جزر الواقواق أهم من السني من أبناء بلده حتى أصبح الفرد منا مختصرا على هويته السياسية وانتمائه العقائدي دون أي أكتراث لوطنيته، لتصبح تصرفاتنا من منطلقات طائفية صرفة دون أي أعتبار للوطن والولاء له..
في هذا الزمن الطائفي أصبحت الطائفية عقيدة سياسية يدفع لها الفرد مجبرا دون إرادة وسط مجتمع أصبحت الطائفية به أمرا واقعا ومفروضا يسيطر عليه أطراف الفساد من الطائفتين فيوجهون الافراد كل من طائفته لمزيد من التخندق خلف الطائفة ولمزيد من الانشقاق والتشرذم حتى لا يسلط الضوء على فسادهم وما يتمتعون به من سلطة وسطوة..
في هذا الزمن الطائفي لانستغرب إن دافع أحد عن صدام حسين وجرائمه بحق شعبه وجيرانه لأن من قتلهم وشردهم لا ينتمون للطائفة كما لا نستغرب دفاع البعض عن جرائم الاسد وقتله لشعبه وتدمير مدنهم لانهم من الطائفة الأخرى علما بأن صدام والاسد ينتميان لحزب واحد لايهمه دين أو عقيده أو مذهب ولكن الافراد اعتبروا الأول سنيا والثاني شيعيا ليصبح الدفاع عنهما من هذا المنطلق دون الاكتراث لجرائمهما ..
يعني بالعربي المشرمح من صنع لنا القومية وجعلها موضع نزاع لنا طوال تلك العقود هاهو يصنع لنا الطائفية لنتنازع حولها عقودا أخرى، فقضية التخويف والتخوين من الآخر حرفة يمتاز بها الساسة الطغاة والمحترفون في حقول الفساد وإلهاء الأمة عن واجباتها وحقوقها لذا علينا وخصوصا في الكويت أن ننتبه لهذا المخطط الخبيث والذي انزلق البعض به وأصبح أحد أدواته وان نعي معنى الوطن والاعتراف بحق الآخر في العيش المشترك والتفرق لبناء مستقبلنا والمحافظة على وحدتنا قبل فوات الآوان ..
 
نقطة للأغلبية النيابية المنحلة
 
سبق وان ذكرت بعدة مقالات بأن الأمة هي من فرضت عليكم هذه الكتلة حيث من اضطر للانضمام لها مجبرا لا بطل ليرضي بها ناخبيه وهوى الشارع الامر الذي قد يكون عائقا امامكم في التوحد والاستمرار لانه وببساطه ثم حسابات انتخابية معقدة ستضع العراقيل أمام استمراركم لذلك اتمنى لو اردتم الاستمرار أن تعلنوا عن برنامج مشترك تلتزمون به أمام الناخبين إن كنتم فعلا متماسكين حتى الآن لنكمل معكم مسيرة الإصلاح.