أقلامهم

محمد الجدعي: يبدو أن العالم اليوم يتجه لما يشبه الحرب العالمية الثالثة

شهداء على التاريخ

محمد الجدعي

 

 «صغيرة النار عصف الريح يطفئها.. ومعظم النار عصف الريح يذكيه»

يبدو أن العالم اليوم يتجه لما يشبه الحرب العالمية الثالثة.. بعد أن انقسم إلى فسطاطين: الاول الدول المؤيدة للنظام السوري/الايراني.. وعلى رأسها روسيا والصين ومن لف لفهما من الدول العربية البائسة، والفسطاط الآخر تتزعمه الولايات المتحدة وفرنسا.. أو بالأحرى أوروبا كلها، وعدد آخر من الدول العربية الحرة وعلى رأسها السعودية وقطر!

لا أريد أن أكون أكثر تشاؤماً من الوضع الراهن الذي يزداد سلبية يوما بعد يوم، وجثث الشهداء السوريين القتلى من الأبرياء، تتقاطر هنا وهناك في المدن والقرى والأرياف السورية.. جراء قصف الدبابات والطائرات وقنابل الهاون الطرشاء الصماء.. وهذه بالذات معروفة عسكريا بعشوائية قصفها وهي عبارة عن قطعة مدفعية صغيرة (معبأة بالفوسفور الأبيض شديد الاحتراق بمجرد ملامسته الهواء) وذات عيار قوي للضرب العمودي، إذ لا يمكن ان تحدد لها هدفا معينا، ولكن فقط تحدد الاتجاه فتسقط إما على بيت أو مسجد أو مطعم.. أو حتى غرفة نوم أطفال.. وبإصابة قاتلة بمعنى الكلمة.. حيث كان هذا السلاح، الأكثر استخداما في ضرب العوائل السورية الآمنة في مضاجعها فجرا وعلى حين غرة!

ومع تعنت النظام البعثي السوري وبمساندة دبلوماسية بل وحتى عسكرية سمجة من قبل النظامين الروسي والصيني، تستمر وتيرة القتل اللامحدود امام ذهول العالم اجمع لبشاعة ووقاحة بل وجرأة المجازر التي ترتكب في كل حين، وبأعداد مهولة لا تفرق بين كهل ولا طفل..! ودون خوف أو وجل، حتى أصبح من يدافع بل ويساند هذا النظام ولو دبلوماسيا شريكا حقيقيا في هذا القتل.. او هذه الإبادة البشرية ان صح التعبير! بل أصبح حتى الصمت وعدم التحرك ومن اي نوع.. هو بمنزلة التغاضي عن الجرائم التي يقوم بها هذا النظام وتصرفاته البشعة في حق شعبه!

والآن، وبما ان كل المساعي الدبلوماسية قد فشلت فشلا لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال، لأن ثمن شراء الوقت لمزيد من التفاوض مع نظام بشار، هي رخصة لقتل مزيد من أرواح الأبرياء هناك، والذين تجاوز عددهم 15 ألفا من بني آدم الذين حرم الله قتلهم إلا بالحق؟ فإلى متى هذا التأجيل والتسويف مع نظام لا يتحدث إلا بلغتين: السلاح.. والخبث الإعلامي، والذي أدى مع مرور الوقت إلى غباء سياسي منقطع النظير! إذاً ومن هذا المنطلق، كان لزاما على‍ المجتمع الدولي ان يبدأ فورا تجميع قواه لتفعيل حل البديل العسكري الرادع لهذا النظام القمعي الغبي، الذي تحدى العالم بكل صفاقة، ظنا منه أنه لن يقدر عليه أحد! وعلى الجامعة العربية أن تمهد الطريق لذلك فورا ومن دون تسويف، فأرواح الأبرياء الذين قتلوا ويقتلون في سوريا.. هي في رقاب من وقف ويقف ضد ردع هذا النظام.. والذي جرنا بأن يكون صده عسكريا دوليا.. وعربيا لا محالة.! حتى لا يشهد ضدكم التاريخ بأنكم أرجعتم لنا قانون الغاب.. وبأنكم كنتم شهداء على أكبر مذبحة في عصرنا الحديث.. يرتكبها نظام شرس ضد شعبه الأعزل… ودون أن نحرك ساكناً.!