أقلامهم

الوشيحي: أتفاخر أنا بشعب رفع شعار “بيدي لا بيد عمرو ولا مجلس الأمن”. سوريٌّ أنا

آمال: سوريٌّ أنا
محمد الوشيحي
الفنان اللبناني يوري مرقدي ليس أفضل مني ولا “أطيب” خؤولة ولا عمومة، عندما أنشد “عربيٌّ أنا” وهو الأرمني، ولن يلومني لائم إن أنشدتُ، وأنا الكويتي: “سوريٌّ أنا”… وأكثر من ذلك، أظن أن يوري تفاخر بمن لا فخر لغالبيتهم، العرب، في حين أتفاخر أنا بشعب رفع شعار “بيدي لا بيد عمرو ولا مجلس الأمن”. سوريٌّ أنا من حماة، من حمص، من إدلب، من درعا، من ريف دمشق، من أحياء دمشق القديمة وأزقتها، ومن كل حارة شعبية وكل زقاق ضيق… سوري أنا من بلدة الماغوط، ومن حارة القباني، ومن مدينة حمزة الخطيب، ومن عائلة مفجر مبنى الأمن القومي… سوريٌّ أنا بكل ما أوتيت من فخر. وإذا كنت كتبت سابقاً: “قياساً إلى عدد النوابغ العرب المهاجرين والموجودين في أوروبا وأميركا… السوري هو الأذكى” فيمكنني اليوم إضافة كلمة واحدة إلى الجملة السابقة، “والأشجع”. نقطة على السطر. صدقاً، هذه هي المرة الأولى التي “يغلبني” فيها الفرح، ويربك حروف مقالتي إلى هذه الدرجة. ولا علاقة مباشرة لفرحي بمقتل السفاحين، لا، بل ليقيني بأن قواعد اللعبة ستتغير منذ اللحظة، فمع موت هؤلاء السفاحين ماتت قلوب أخرى لفرط خوفها، وحَيِيَت آمال كادت تموت لفرط يأسها، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الشهداء بشكل يومي، وبعد مواقف روسيا، مربية الضباع. سوريٌّ أنا، وثوار سورية هم أول من شاهد هلال شوال… سوريٌّ أنا ولا صوت يطرب اليوم إلا صوت الرصاص وزغاريد الأرامل والثكلى… سوري أنا ولا لون أجمل من اللون الأحمر، ولا رائحة أزكى من رائحة البارود الأسود… سوري أنا وهديتي إلى كل أحبائي، وأضحيتي التي سأقسّمها على الفقراء في العيد الكبير “جثة بشار المعلقة على أعلى قمة جبل” ليتحول العيد الكبير إلى العيد الأكبر. سوريٌّ أنا… فمن أنت؟