أقلامهم

وليد المجني: الشباب السوري اليوم يساهم في صناعة الوعي والإبداع في العالم.

ومضات
دولة مدنية بسواعد سورية 
وليد المجني
الشعب السوري المناضل يصور للعالم أجمع كيف يكون للحرية ثمن؟ كيف يكون للإنسان كرامة وعز وشموخ؟ على الرغم من سقوط أعداد هائلة من الشباب والأطفال الأبرياء، والمئات منهم، الذين استشهدوا من أجل تراب الوطن، هؤلاء الشباب الذين كسروا حاجز الصمت والخوف، وجعلوا أسدهم يختبئ في ركن مظلم لا يعرفه سوى إناثه، وليعلم السيد «الجرو» وأتباعه وكل حاكم طغى على شعبه، كما قال ابن خلدون: «إن العدوان على الناس في أموالهم ذاهب بآمالهم في تحصيلها لما يرون أن غايتها انتهابها من أيديهم، وهذا من الظلم المؤذن بالخراب، وأن ثروة شعبٍ ما.. هي بسكانه المحبين للعمل، المجيدين له والمبدعين فيه» لا لمن يغتصبون حرياتهم ويسلبون آراءهم ويصادرون حقوقهم! على القادة أن يوقنوا تماما أن الشعب هو مصدر السلطات، «دولة بلا شعب كمركب بلا بحر»، ومع الأسف الشديد تتوالى الأحداث أمام أعينهم، فكم من قائد دولة سقط وكم من حرب اشتعلت وكم من رئيس اغتيل، وهم صمٌ بكمٌ عمي فهم «لا يبصرون»، هؤلاء الذين قال عنهم الله تعالى: «ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم».
العودة اليوم أصبحت مستحيلة والنصر بات قريبا جدا، من دون تدخل أو مساعدة من أي منظمة عالمية، فكل المحاولات التي باءت بالفشل من قبل المجتمع الدولي سينتصر لها الشعب السوري بسواعد شبابه ورجاله وبكل سهولة، فالله سبحانه ثبّت قلوبهم وأدخل فيهم السكينة والطمأنينة، على عكس الجيش الذي بدأ يترنح وينشق وينقسم في داخله. الشباب السوري المكافح يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، فها هم يؤسسون دولة مدنية يحكمها دستور يتيح لكل شرائح المجتمع المدني حق العيش الإنساني الكريم، مع ضمان احترام حق التصويت، الشباب السوري اليوم يساهم في صناعة الوعي والإبداع في العالم.