أقلامهم

محمد الرويحل: خلقنا لأنفسنا أهرامات مقلوبة، ومنّا من يريد بقاءها وخلق المزيد منها.

بالعربي المشرمح ..
مازال الهرم مقلوبا !!
كتب محمد الرويحل
 
يقال بأن الألمان من أذكى شعوب الأرض وأكثرها حبا للعمل ، ويتميزون بالدقة الشديدة في كل أمور حياتهم العملية والخاصة ، وقلما تجد ألمانيا يتحدث بما لا يعرف أو يبدد وقته فيما لا ينفع..  ويقال إن الكويتيين من الشعوب المحبة للثرثرة والحديث عن أي شيء وفي أي شيء كما قيل بأنهم من أكثر الشعوب المحبة لخلق مشاكل لنفسها والحديث عنها دون وضع أي حلول لها ..
للدكتور أحمد الربعي رحمه الله مقولة اشتهر بها “ الهرم المقلوب “ وحاول جاهدا أن يصلح هذا الانقلاب غير المبرر وغير المقبول الا أن قدرة الله عز وجل لم تمهله الأمر الذي مازال الهرم لدينا مقلوبا وكل الجهود التي تحاول اصلاحه وتعديله تكون نهايتها الفشل ما جعل وضع الهرم بهذه الحالة الخاطئة أمرا واقعا بدأ البعض يتقبله ويعتبره قدرنا الذي يجب أن نؤمن بوجوده لصعوبة تعديله ، بل هناك من يدافع وبشراسة عن هذا الوضع المقلوب ويريد بقاءه كما هو على اعتبار أن الوضع قد يميزنا كشعب عن غيرنا من الشعوب حتى وإن كان هذا التميز مخالفا لقواعد العقل والمنطق ..
وللعلم فإن هرمنا المقلوب قد أنجب عدة أهرامات تتجاوز الـ«16هرما» جميعها متشابهة ومقلوبة رأسا على عقب وتمثل جميع وزارات الدولة حيث لا يمكن لمواطن كائن من كان بمن فيهم المسؤولين عن تلك الاهرامات أن ينكروا وضع هذه الاهرامات والفساد الذي ينخر معظم أنحائها دون أن تكون هناك بوادر حلول لاصلاح هذا الخلل أو تعديله بل حتى من يسعى لإصلاحه وتعديله يصبح برأي البعض منقلبا على انقلاب الهرم ويتهم بالطائفية أو بتنفيذ أجندة خارجية على اعتبار أن ما يسعى اليه من اصلاحات يتنافى مع رمزية هذا الهرم المقلوب الذي نتميز به عن بقية شعوب العالم الأمر الذي يعتبره المحافظون على هذا الهرم انقلابا على هذا التميز الفريد ..
يعني بالعربي المشرمح مازال الهرم مقلوبا لدينا بل وخلقنا لأنفسنا أهرامات عدة هي الأخرى مقلوبة ولا يمكن تعديلها واصلاحها بالطرق التي نسمع بها ونراها طالما من بيده الحل لم يبادر لتعديلها وطالما أننا نتصارع حول هذه الاهرامات منا من يريد تعديلها وإصلاحها ومنا من يريد بقاءها وخلق المزيد منها والخاسر الوحيد في هذا الصراع هو الوطن والمواطن ..
 
قصيدة مشرمحة
 
يقول الربعي بأن الهرم بالكويت مقلوب …
ومات دون أن يعلم بأن الهرم كان ملعوبا
بعد موتك أنجب الهرم أهرامات وأهرامات …
وأصبح حال الوطن لا يسر القلوب
أهراماتنا نخر جسدها الفساد وتمكن منها …
حتى أنك ترى في كل موضع بها مئات الثقوب
وإن حذرت بأنها سوف تكون آيلة للسقوط …
خرج عليك مدعو الولاء أأنت خائن وعلى الآخر محسوب
حتى ضاع الوطن بين مصلحة لهذا ومصلحة لذاك …
وأصبحت الامور تسير كلها بالشقلوب
نريد حلا قبل فوات الآوان وقبل السقوط …
فلا يمكن أن تدار دولة بهذا الشكل المقلوب
ألا يا أصحاب الرأي والحكمة والحل …
متى تتدخلون لتعيدوا لنا الوطن المسلوب