أقلامهم

عبداللطيف الدعيج: من المفارقة ان كتلة العمل الوطني، التي تدعو الى الدائرة الواحدة واشهار الاحزاب، نزل عضوها السيد صالح الملا منفردا.

أحزاب.. من صدقكم..!
عبداللطيف الدعيج
الجميع متفق، مع الاسف، هنا على ان اية إصلاحات سياسية يجب ان تبدأ من فوق. من الاعلى يبدأ وينتهي الاصلاح. اما القاعدة واما الاساس فيبدو انه صلب ومتين ومهيأ لحمل كل شيء دون اشكال أو تقصير عند كل من يدعي الفهم في السياسة، هنا، السلطة أو الحكومة ملومة على كل شيء، والمواطن أو المؤسسات الاجتماعية أو الخاصة بريئة وبنت حلال، وليس عليها أو فيها قصور! من هذا الاصلاح المطروح، اصلاح الدوائر الانتخابية. والواقع ان الذي يستهدف اصلاح الدوائر الانتخابية أو نظام الانتخاب هو في الواقع يستهدف ايضا أو بالاساس اصلاح النظام الديموقراطي، ويسعى الى اصلاح مجلس الامة على امل ان يصلح المجلس فيما بعد عموم البلد.
لهذا يتخبط البعض، فيطرح امر الدائرة الواحدة على سبيل المثال باحزاب مشهرة وقوائم وفوز نسبي. ينسى هذا البعض، أو هو في الواقع يجهل بسبب محدودية خبرته السياسية والاجتماعية، ان المجتمعات التي استهدى منها هذا النظام، مجتمعات مدنية، بل مغرقة في المدنية. الانسان هناك فرد وليس مجموعا، مواطن وليس رعية. واذا انتظم في مجموع فانه مجموع العمل «الطبقة» أو الانتماء السياسي. هنا.. لا وجود للانسان الفرد، بل يوجد الفرد من خلال اسرته أو قبيلته أو طائفته. لهذا قسمتموها دائرة أو عشر دوائر، فان الانتخاب سيبقى على اساس قبلي وطائفي، ولن يكون للانتماء السياسي الا تأثير محدود جدا. ويبقى تقليص الاصوات هو الوسيلة الناجعة لكبح التصويت الجمعي، وليس تضخيم الاصوات أو الاندفاع خلف التصويت للقوائم، التي سوف يجمعها كل شيء واي شيء اللهم الا السياسة أو وحدة الاهداف.
لهذا يبقى المطلوب، حاليا وفي المدى القريب توعية المواطن وتسييس الانتخابات من قبل من يسمون انفسهم بالقوى السياسية، بدلا من خضوعهم هم انفسهم قبل ناخبيهم للضغوط التقليدية، ومساهمتهم بالتالي في تجذير التخلف، المطلوب اضفاء الشرعية والعصرنة على طرائق الانتخاب البدائية الحالية. ان ما يسمى بالقوى السياسية هي التي تدعو هذه الايام الى الدائرة الواحدة والنظام الحزبي. طبعا احزاب سياسية. سؤالنا لـ«الساسة»: هل نزل في كل مراحل ومناطق الانتخابات، يعني زمانا ومكانا؟ هل نزل شيعي وسني في قائمة واحدة. قبلي وحضري في قائمة (عدا الدكتور الخطيب والسيد عبداللافي في انتخابات المجلس الاول)؟ علما بان السيد اللافي لم يكن يعتبر قبليا بالمعنى الحالي، فهذا التقسيم لم يكن معروفا في ذلك الوقت. بل من المفارقة ان كتلة العمل الوطني، التي تدعو الى الدائرة الواحدة واشهار الاحزاب، نزل عضوها السيد صالح الملا منفردا، أو بالاحرى مفترقا عن رفيقه في المنبر الديموقراطي محمد بوشهري! فهل يريد لنا الساسة ان نصدق انه بقدرة قادر ولمجرد انهم اختاروا الدائرة الواحدة، فان الفروق ستختفي، وان المواطن سيختار سياسيا متناسيا خلفيته وجذوره القبلية والطائفية!