أقلامهم

دلال الدرويش: إعلام اليوم لن اصفه بحرب وانما هو منافسة عظمى

مَعْبَر قلمي?
سنُقدم أم سنُحجم ..؟!
كتب دلال عبد المحسن الدرويش?
 
اليوم نجد أنفسنا تحت مجهر غربي، ما ان نخطو خطوة كعرب أو بالأخص كمسلمين إلا وقد رأينا فوق رؤوسنا ألف عدسه وألف تعليق، لم كل ذلك ..؟!، لأننا أمة قد تميزت عن باقي الأمم، أمة خصنا الرحمن بما لم يهبه لغيرنا، أمة عزنا الله بالإسلام وجعلنا مسلمين، ورغم ذلك كنا شيء واصبحنا شيئا آخر مختلفا، كل ذلك نتاج صورة، زُرعت بسبب بعض الممارسات الخاطئة لبعض مما ينسبون خلف الإسلام.
ليس ذلك فقط وانما هناك سبب آخر ساهم في رسم تلك الصورة البشعة، ألا وهو ما نقوم ببثه من اعلام فاسد ليصل للجميع، متناسين جميع القيم والمبادئ التي غُرست بنا كمسلمين، مختزلين صورتنا في اسوئها واتفهها، غير آبهين بأن لدينا سلاحا رهيبا يستطيع أن يجعلنا نتوسط كل بقعة من بقاع العالم، ولو أنه استخدم بشكل صحيح لما آل حالنا لهذا الحال.
ان الاعلام هو نقطة انعكاسنا للعالم، وهو تلك الشاشة التي تبث ما نحمل من قيم ومُثل لمن يعرفنا ومن يود التعرف علينا، ولا سيما بعد الأحداث الأخيرة التي لفتت الأنظار للمسلمين، وجعلتهم مقيدي الفعل والتفكير، فقد أخذ الكثير بالتفتيش حول الاسلام ليجيب عن سؤال يدور في خُلده، ما هو الإسلام ..؟!، لذلك وجب علينا ان نمثله خير تمثيل، وأن نعرضه بأروع الطرق، فاسلام اليوم ليس برامج تافهة ولا مسلسلات عارية صاخبة انما هو اسلام المبدأ والقيمة، هو اسلام التعامل الحسن والتعاون، لابد ألا تكون أحد عناصر ماشُن على الاسلام من هجوم لتشويه صورة حماته وحملته من العرب والمسلمين، أنا الآن لا اريد التطرق للمواقف التي أوصلتنا لذلك، وانما اريد أن ألقي الضوء على الجهد الذي ينبغي للمسلمين أن يكثفوه لمواجهة تلك الهجمات على الإسلام والمسلمين.
فهم اليوم يستخدمون اروع وأدق الأساليب للاساءة، وينبغي علينا استخدام اسلوب مماثل للدفاع عنا لا لرد الإساءة ولا لمساعدتهم، وليس ما يعرض على الشاشات ولا القنوات الاذاعية أو على الانترنت هو الإعلام فقط .. بل حتى تعاملاتك مع الآخرين، كلماتك، صورتك، خلقك، وحتى هندامك ولباسك يعتبر وسيله لتوصيل الإسلام لهم، فالمسلمون لا تنقصهم كفاءات ولا قدرات، لكنهم بحاجة لشجاعة ليتمردوا على حصار فرضه الغرب واستجاب له وطوع من أجله العرب المسلمين ..!!
بما أننا نحن المعنيين للسمو برسالتنا الإعلامية فإن دورنا أكبر وأوسع وأشمل من تكتيف اليدين والمشاهدة، وأعمق من الحصر في برنامج أو مشهد يمثله مسلمون تنفيذا لما خطط له غيرنا، فإعلام اليوم لن اصفه بحرب وانما هو منافسة عظمى أما أن تستغله لصالحك أو ستستغل لصالحه، ابدأ فأنت نقطة ارتكازه وفكرك انطلاقته، فحين تقرر الوصول لأوساط الآخرين وتريدهم أن يتقبلوك، فاعمل على تحسين صورتك بعيونهم بملئ ذاتك بما هو مفيد ونافع، وُضعنا بالمنافسة ولم نُخيّر، فهل نقدم عليها أم نُحجم عنها..؟!.