أقلامهم

ذعار الرشيدي: الأغلبية فقدت شيئا من رونقها وألقها، ولكن برأيي ان الأغلبية في النهاية مكسب شعبي بشكلها الحالي

“الأغلبية” واللصوص الصغار 
ذعار الرشيدي 
لنأخذ الموضوع من حيث أنهى الرئيس جاسم الخرافي تصريحه الذي قاله يوم الاثنين في مجلس الأمة، برأيي أن بوعبدالمحسن لم يفعل شيئا في تصريحه سوى انه طعمه بذات النفس «الكوميدي» الذي يستخدمه رموز الأغلبية ليلا ونهارا، الرجل كل ما فعله هو انه جرب فقط أن يداعبهم بما يجرحون به الآخرين من خصومهم في بعض تصريحاتهم، ويبدو أن الأمر لم يعجبهم، بل أغاظهم بدليل ان ردة فعلهم انصبت على انتقاد الأسلوب الجديد الذي لم يعرف عن بوعبدالمحسن سابقا، وتناسوا انه قال كلاما مهما جدا، أولا: ضرورة تحصين النظام الانتخابي دستوريا خشية الوقوع في الفراغ الدستوري، وهو ما يطالب به الجميع وأولهم الأغلبية التي غضب بعض أعضائها من تصريح الرئيس العائد بحكم المحكمة، وثانيا: انه أوضح الإجراءات المبسطة التي سيتخذها لاحقا، وهي الدعوة إلى انعقاد المجلس فإن لم يكتمل النصاب، فسيعيد الدعوة لجلسة أخرى ومعها اذا لم يكتمل النصاب، فسيرفع الأمر إلى سمو الأمير للبت في الأمر، وهو ما سيحصل ويدعو اليه الجميع وأولهم أعضاء الأغلبية.
***
الأغلبية نحبكم، وبعض نوابكم الذين نحبهم ونحترم عملهم السياسي «يتطنزون» في تصريحاتهم، ولا أرى حرجا في ذلك «فكل شيخ وله طريقة» في التصريح، فهناك من يتلاعب بالألفاظ، وهناك من يتلاعب بالحقائق، وهناك من يتلاعب بالدلالات الخطابية، شأنهم شأن أي سياسيين في العالم، ولكن يبدو ان صدورهم ضيقة نوعا ما عندما يواجهون بذات أسلوبهم، وان كنت أرى فيهم سعة صدر اكبر، خاصة ان بينهم مخضرمين.
***
«الأغلبية لاتزال متماسكة»، هكذا يقول بعض أعضائها، ولا أعلم ان كان قولهم حقيقة أم مجرد أمنية سياسية، فالواضح أن الأغلبية فقدت شيئا من رونقها وألقها، ولكن برأيي ان الأغلبية في النهاية مكسب شعبي بشكلها الحالي، ولابد أن تبقى متماسكة، فهم ليسوا مجرد كتلة معارضة، بل مصد لأي تجاوز محتمل، وتماسكهم يهمنا جميعا.
***
محاولة النيل من الأغلبية عبر إشاعات بعض الأبواق الإعلامية الرديئة ليست بأكثر من محاولة أطفال لرمي شجرة كنار الجيران، سينالون عشرين أو ثلاثين حبة كنار، ولكن في النهاية ستبقى الشجرة كما هي ثابتة وتبقى ملكيتها للجيران، وما أولئك الأطفال سوى لصوص صغار، نضحك عليهم حالما نراهم.
***
توضيح الواضح:
من السهل جدا أن تشوه سمعة شخص بإشاعة، ولكنك لو استخدمت ألف إشاعة فلن تحسن صورتك، خاصة إذا كانت صورتك السياسية من النوع المشوه «خلقة».