أقلامهم

ذعار الرشيدي: الخلايا الكويتية التي تسكن سعدية مفرح أكثر بمئات المرات من الخلايا التي تسكن في شرايين بعض الساسة.

سعدية مفرح والبطل المصري 
ذعار الرشيدي 
أديبة بحجم الشاعرة سعدية مفرح، شهد لها العالم بتميزها الإبداعي، يتم تعريفها في جميع الأوساط الثقافية العربية والعالمية بأنها الشاعرة الكويتية سعدية مفرح، هكذا يعرفها العالم ويقدمونها في المحافل، ولكننا نعرفها في الكويت في بلدها بخلاف ذلك، سعدية التي تسير في درب أمل الألم الجميل النبيل، ترى علم بلادها واسم بلادها يسبق اسمها، في كل محفل تشارك به او تدعى اليه تطرق رأسها وتبتسم بل وتفخر ببلادها، وبلادها لا تعترف بها سوى عبر بطاقة خضراء خاضعة لاعتبارات أمنية قد لا يفقه من كتبها او وضعها او ملأ خاناتها ربع بل ثمن ما كتبت هذه السيدة.
والله لا اعرف أعمالا جليلة تستوجب إعادة حق المواطنة إلى الشاعرة والزميلة والأخت سعدية مفرح أكثر مما فعلت في رفع اسم بلادها في كل المحافل التي شاركت فيها دون دعم حكومي ودون طلب رسمي، لقد تم تضمين اسمها في اولمبياد لندن يا سادة.
? ? ?
الخلايا الكويتية التي تسكن سعدية أكثر بمئات المرات من الخلايا التي تسكن في شرايين بعض الساسة.
? ? ?
ليس في الأمر دعوة لتجنيس الشاعرة الأديبة سعدية مفرح، بل دعوة لإعادة الحق او شيء من الحق لمن شرفت بلدها، وآن أوان تكريمها.
? ? ?
في 17 يناير 1991، استدعت سفارتنا في القاهرة المصري محمد مصطفى والذي كان يعمل جنديا مهنيا في الحرس الأميري قبل الاحتلال العراقي، وكان قد غادر البلاد في يوليو 1990 قبل الاجتياح ليقضي إجازته السنوية في بلده، وعندما سمع عن دخول القوات العراقية قام بتسجيل اسمه في السفارة الكويتية بالقاهرة والتي استدعته يوم الضربة الجوية، وبعدها بأسبوع كان في مدينة الملك خالد العسكرية في المملكة العربية السعودية لينضم إلى الجيش الكويتي، ويوم 26 فبراير كان مع قوات طلائع الجيش الكويتي التي دخلت بلادنا المحررة، اسمه ورقمه العسكري وشهادات مشاركته كلها يحملها كذكرى جميلة ذلك البطل المصري، واليوم وبعد مرور 22 عاما، لايزال يعيش بيننا، وهو الذي حمل السلاح مشاركة منه في تحرير بلدنا تحت لواء جيشنا وكأحد منتسبيه، هذا الرجل يستحق بلا منة ان يمنح اقامة مادة 24 بحيث يمكن ان يكفل نفسه دون الحاجة إلى شركة او كفيل، ولكن الواقع يقول ان هذا البطل غير قادر حتى على إحضار عائلته الى البلد الذي حارب من اجله، بلغ عمره الآن 57 عاما، ودخل الكويت أول مرة عام 1984، ومني إلى معالي النائب الاول وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود، أنصفوا هذا الرجل فهو احد ابطال التحرير الذين لا يكاد يعرفهم احد، وغيره العشرات، ولكن هذا ما وصلت الي قصته.
? ? ?
هناك اكثر من ألفي عسكري بدون شاركوا في حرب التحرير، وبعضهم اسر خلال الاحتلال العراقي، هؤلاء وبلا تمحيص ولا تدقيق امني او غير امني، الا ترون انهم يستحقون الجنسية تحت بند الأعمال الوطنية الخارقة للعادة؟!
? ? ?
العنصريون وحدهم يرون ان تجنيس الآخر انتقاص من حقوقهم، والحقيقة ان التجنيس تكليف لا تشريف، يفهمه من شارك في حرب تحرير بلد حمل رايته ولم يحمل مواطنته.