أقلامهم

سامي المانع: إلى متى ونحن نجنّس المغنيين والمغنيات والممثلين وسواق وطباخ الشيخ، ويستعصي علينا تجنيس أمثال سعدية؟

سعدية تضيء باريس 
د. سامي المانع
«أحبوا كل شيء قدر ما تستطيعون، وكونوا أحراراً على الأقل من داخلكم، كونوا أنتم»، وصدق من قال: من ظلمة المعاناة يولد الإبداع ويتجسّد المبدعون، فولدت ابنة الكويت الأديبة سعدية المفرح، التي كرمتها فرنسا ولم تكرمها الكويت بسبب جواز سفر لم يكتب له الإصدار، فطارت أفكارها إلى حيث تقدر، ولم تستطع هي الطيران.
إلى متى ونحن لا نحترم الإنسان؟ وإلى متى ونحن لا نحترم الإبداع؟ وإلى متى ونحن نجنّس المغنيين والمغنيات والممثلين وسواق وطباخ الشيخ، ويستعصي علينا تجنيس أمثال سعدية؟ وإلى متى والروتين الحكومي المقيت يضيّع علينا الفرص المشرّفة التي يحتاج إليها الوطن؟
فرنسا أنصفتها، وزينت شوارع باريس بقصائدها وإبداعاتها، ونحن هنا نمنع جواز السفر عنها، وهي من تمثل الكويت في عاصمة الموضة، ولعل ما حدث يثبت لـ «مناقع» الزرنيخ عندنا أن سعدية ليست بحاجة إلى وثيقة لتحدد هويتها، وهي من قالت «أنا صحيح من دون جنسية، لكنني لست من دون وطن».
إلى من يهمه الأمر: الممارسة البشرية تحفر في أذهاننا ألا أحد يستطيع منع الأفكار من التحليق، وكم نحن بحاجة يا «مُهم» أن نتمسك بأصحاب الأدب والعلم، لا بأصحاب الدُف والخصر والمزمار، وإن اشتهيت فلنتمسك بالاثنين من أجل أحدهما، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكفانا عبثاً ونقصان عقل، وسامحينا على القصور يا سعدية يا بنت مفرح.
مع تمنياتنا للكويت بالشفاء العاجل.