أقلامهم

الدعيج: كيف تكون «الأمة مصدر السلطات»، في حين أن الشريعة هي الحَكَم وهي نظام الحُكم وأساس السلوك والمعاش؟!

بل الحكم للّه 
عبداللطيف الدعيج
المادة السادسة من دستور دولة الكويت تنص على أن «نظام الحكم في دولة الكويت ديموقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور». جماعة المقاطعة من متخلفي السلف والتلف واستحواذيي «الشعبي» سرقوا هذا النص الدستوري وحوّلوه إلى شعار ملغم، يرفعونه كالعادة كأي نص دستوري في وجه السلطة فقط.
متخلفو المقاطعة يرفعون حالياً شعار «الأمة مصدر السلطات»، وهو شعار في قمة الرقي الديموقراطي.. ولكن في مواجهة الغير فقط. فالحقيقة أن هذا الشعار، إذا نظرنا إلى تركيبة الجماعة التي تلوح به، مشروط. تماماً كما هو في الدستور «وتكون ممارسة – هذه – السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور». عندهم تكون ممارسة هذه السيادة وفقاً لاتجاه ورغبة وحتى خرابيط الجماعة التي ترفعه. هذا ليس تجنياً على الإطلاق كما قد يبدو، فهذه الجماعة المنافقة والمدلّسة رفعت وتعهدت بالمضي في شعار أسلمة الدولة أو تغيير المادة الثانية من الدستور، بحيث تؤدي إلى «الأدينة» الكاملة للدولة. وهذه الجماعة المدلّسة لا تنكر هذا على الإطلاق، بل يذكرنا به بعضهم أو كلهم من حين إلى حين. إذا كانت هذه حقيقة، وهي رغماً عن أنف الجماعة ومن يلهث خلفهم كذلك، فكيف تكون «الأمة مصدر السلطات»، في حين أن الشريعة هي الحَكَم وهي نظام الحُكم وأساس السلوك والمعاش؟!
أم أن الشعار كما هو في حقيقته «الأمة مصدر السطات… وفقاً للشريعة الإسلامية»، وأن السلف والتلف واستحواذيي الشعبي، ومعهم ما يسمى بالقوى الشابية، يمارسون الكذب والتدليس علينا، بحيث إنهم يتمسكنون إلى حين يتمكنون.. وساعتها سيختفي هذا الشعار ويبرز الشعار الحقيقي لخوارج القرن العشرين «الحكم لله».
إن الأمة مصدر السلطات، يعني ألا يكون هناك حديث عن ثوابت دينية أو نقاش حول شرعية قانون أو مخالفته لعقيدة أو مذهب البعض. فالأمة هي التي تقرر وبشكل مباشر ومن دون الرجوع إلى المراجع أو الثوابت الدينية ما تراه مناسباً وملائماً للناس والمجتمع. فهل سيتوقف جماعة المقاطعة عن التلويح بالتحريم والتحليل، والشرعي وغير الشرعي، أم أنهم كما هم، كذابون ومدلسون… يتمسكنون حتى يتمكنون؟
***
تتعرض المواطنة ميسون السويدان الى حملة ظالمة بسبب تغريدة كتبتها وأساء فهمها البعض. وبالطبع ما يساء فهمه بشكل متواتر هو التطاول المزعوم على المعتقدات والرموز الدينية. وفي الواقع ليس هناك مشكلة ان ثار المتطرفون والمتخلفون على مثقف بسبب رأي او فكرة، فقد تعودنا على هذا، المؤسف ان الحملة ضد ميسون السويدان يقودها بعض المحسوبين على المجاميع المدنية، او حسب وصف البعض الليبرالية، لا لشيء إلا لأن سوء حظ ميسون السويدان جعلها على قرابة وطارق السويدان الذي يحمل البعض له ولجماعته العداء. ميسون السويدان لم تكفر، بل لم تخطئ، وحتى ان لوى البعض كالعادة الحقيقة وخطأها فإن والدها والتيار الذي ينتمي له لا علاقة اطلاقا لهم بتغريدات وحتى معتقدات الفاضلة ميسون السويدان. فقليلا من المصداقية وقليلا من الحياء رجاء.