مكعب روبيك الكويتي
ذعار الرشيدي
الوضع السياسي في الكويت الآن يبدو أشبه بمكعب روبيك غير المرتب، لا احد يمكن ان يتنبأ بكيفية ترتيبه.
ومكعب روبيك يحوي 6 أوجه الأحمر والأخضر والبرتقالي والأزرق والأبيض والأصفر، وهناك اكثر من 100 مليار احتمالية حسابية لإعادة ترتيب هذا المكعب السحري، لذا الوضع السياسي في البلد «ملخبط» الى هذه الدرجة، فلا احد يعرف الى اين نحن متجهون، ولا كيف سنعبر هذه الأشهر الثلاثة المقبلة لنصل الى صناديق الاقتراع، والباب مفتوح على كل الاحتمالات، بانتظار الخطوات القادمة، التحصين الدستوري للدوائر لايزال في علم الغيب، والتعديل المنتظر للدوائر أيضا لا احد يعلم اين سيقف قطاره الذي انطلق ببطء من خلف كواليس المشهد، أما حل مجلس 2009 فمازلنا ننتظر الطريقة الدرامية التي سينتهي اليها.
لذا من يقول لك او يخبرك انه يعرف كيف ستسير وتنتهي معضلتنا الدستورية فأسأله: «اخوي تعرف تعيد ترتيب مكعب روبيك ملخبط؟». الجميع سيجيبونك بـ «لا ما اعرف»، لذا حتى المتبحرون في علم السياسة والقريبون جدا من دائرة القرار لا يعرفون كيف ستتم عملية ترتيب مكعبنا الكويتي المتفكك.
***
الدوائر الـ 5 اكثر عدالة من الـ 10 والـ 25 بحسب الدراسة الأخيرة التي قدمتها الأغلبية، وما يثير التساؤل هو: لم يجب ان يكون تقسيم الدوائر تبعا لمضاعفات الرقم 5؟ حتى ان هناك اقتراحا مطروحا بأن تكون 30 مع زيادة اعضاء مجلس الأمة الى 60 نائبا، ولكن على أية حال فإن معركة الدوائر لم تبدأ بعد، ويمكن ان تنتهي قبل ان تبدأ بقرار واضح اما يعيدنا الى الـ 25 او يثبت الدوائر الـ 5 بأربعة اصوات، والا سنذهب الى مشوار لا يتمنى احد السير فيه.
***
لا احد يرغب في التصعيد السياسي لا الأغلبية ولا الحكومة ولا حتى السلطة، فاعتقد ان الصراعات السياسية انهكت الجميع، الى درجة اصبح معها الكل «ماله خلق» صراع جديد او صدام آخر من اي نوع، الجميع تعب من الشد والجذب، وبرأيي ان الجميع يرغب في هدنة مؤقتة غير معلنة لحل كل الإشكالات العالقة.
***
توضيح الواضح: لا احد يجبرك على قول الحق سوى ضميرك الحي، ولكن لا احد يمكنه ان يجبرك على قول الباطل سوى موت ضميرك.
أضف تعليق