أقلامهم

سعود الشمري: نفسية المواطن مشحونة ومهيأة لكل الاحتمالات والتداعيات المفتوحة.

إلى أين يذهبون بالكويت؟!
د. سعود مشعل الشمري
يحق للمواطن الكويتي، انتقاد السلبيات وظواهرها المتفشية التي تضرب كل مفاصل الدولة وجهاتها الرسمية وغير الرسمية، بل والاجتماعية منها، لعلى وعسى ان تلقى آذاناً مصغية، وينتبه لها المسؤولون كل من موقعه للقضاء على مصادر الفساد، واصلاح الشأن، والعمل على البناء والتنمية، والمسؤولون على معرفة واطلاع بذلك، بأدق التفاصيل وبالأرقام، أكثر بكثير من المواطن الذي يرى الأمور بعين العموميات.
لقد بدأ الكل يدرك، ان هذا الأمر لم ولن يحدث ويتم في هذه الفترة الحالية والقادمة منها الا بظروف مختلفة كلياً، فالأطراف المسؤولة عن تردي حالة البلد، يقفزون على الدستور، بل استحدثوا أموراً جديدة وبدعاً غربية لم يعرفها ويألفها المجتمع، ولم يسطرها التاريخ السياسي والقانوني في الكويت، يعيشون في أبراج عاجية، يحققون مصالحهم وكل ما يصبون اليه، مستغلين كل الوسائل في الدولة- التي أصبحت مفتوحة ومهيأة لهم – واثقين وغير مبالين من ان ليس هناك من يحاسبهم ويردعهم على ما يقترفونه من أخطاء جسام بحق الوطن، ومكمن الخطر في ذلك، أنهم لا يعلمون ولا يرون الا بعض المظاهر الخادعة التي يعتبرونها قوة لهم، وهي لا تمت الى الواقع بشيء، يعتقدون ظناً وغباءً منهم، أنهم بذلك يستغفلون المواطن والمجتمع، عبر الشعارات والمبادئ الوطنية التي يرفعونها، ويدعون لها في الوسائل الاعلامية المختلفة، وهم أول من يتجاوزها عملياً وفعلياً دون استحياء بعد ان استنفدت كل مدلولاتها ومعناها، حتى أنه لم يبق هناك من يصدقها أو يقبلها منهم، فالحقيقة الناصعة، اننا نعيش صراعا سياسيا مفتوحا على مصراعيه، من مظاهره هذا الحراك الذي تقوده القوى السياسية الاصلاحية المختلفة، الى جانب الجيل الجديد من الشباب الحيوي الصاعد، وهو من الركائز القوية الداعمة له، وبدأ يفرض نفسه، ويلعب دوره بقوة، فالعصر عصرهم وهم الأدرى والأعلم به.
انتهى وقت الحديث مع هذه الأطراف ولا فائدة منه على الاطلاق، فهي تتجاهل المواطن عن عمد وقصد، ولا تعرف له وللكويت حقاً، ولا تقبله الا بمنظار مصالحها، ولا تراه الا بعين الخطر على مواقعها، السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية وحتى على المستوى العلمي- وهو المضحك المبكي- فهم في واد والشعب في وادٍ آخر، لا يقدرون مقدار النعمة التي حباهم الله بها، وهو من أنواع البطر، والعياذ بالله منه، قال تعالى: {أَفَأَنتَ تُسْمعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ في ضَلَالٍ مُّبينٍ} (الزخرف40)، صدق الله العظيم، فالموقف والوقت يحتاجان الى الارادة الصلبة التي لا تلين، لانتشال الكويت من مستنقع هذا الواقع السياسي المزري، ونفسية المواطن مشحونة ومهيأة لكل الاحتمالات والتداعيات المفتوحة لتأخذ الأمور مجراها التي قدرها الله سبحانه وتعالى، والله يحمي الكويت وشعبها من كل مكروه.