أقلامهم

حسن جوهر: مجلس بو سبع أرواح، وصفه محبوه بممشة الزفر، ومع هذا ما زال قائماً.

مجلس بو سبع أرواح! 
د. حسن عبدالله جوهر
هذا المجلس تحديداً الذي يعتبر من أغرب النماذج البرلمانية في تاريخ الكويت تم حله بعد جهد جهيد واعتصامات حاشدة وضرب سياسي لم يشهد له مثيل، ولكنه عاد بحكم المحكمة الدستورية، ووصفه من يكرهه بمجلس الخزي والعار، بينما وصفه محبوه بممشة الزفر، ومع هذا ما زال قائماً.
مجلس 2009، الذي لم يرحمه الله بعد، غريب عجيب، مضحك مبكٍ، قويّ ضعيف، جمع كل الأضداد، ووضع البلد على كف عفريت وما زال قائما!
 نعم قد أكون من بين من طالب باستمرار هذا المجلس قبل حله بإجراءات باطلة لسبب واحد فقط وهو “ضرورة تمحيصه وتشخيله” بتمام أعضائه لمعرفة القبيضة منهم وتعريتهم أمام الناس، ولكن هذا لم يحدث ولا أتوقع أن يحدث لأن الطيور طارت بأرزاقها وأرزاق غيرها!
 ومجلس 2009 وصف منذ انتخابه بأنه مجلس تأزيم وتآمر وعاق لولي الأمر، وأدخل البلد في نفق مظلم، ومع ذلك فقد أعجب بعد حله من نعته بهذه الصفات، ووصلوا إلى القيادة السياسية لإبقائه واستكمال دورته الدستورية. ومجلس 2009 يمكن وصفه بمجلس “السبع أرواح”، حيث أصيب بمقتل عدة مرات ولم يمت، ويمكن وصفه أيضاً بتعبير أدق “بالبريعصي” الذي وإن مات فيظل ذيله “يلبط” ويتحرك لفترة غير قصيرة! فهذا المجلس تحديداً الذي يعتبر من أغرب النماذج البرلمانية في تاريخ الكويت تم حله بعد جهد جهيد واعتصامات حاشدة وضرب سياسي لم يشهد له مثيل، ولكنه عاد بحكم المحكمة الدستورية، ووصفه من يكرهه بمجلس الخزي والعار، بينما وصفه محبوه بممشة الزفر، ومع هذا ما زال قائماً، وهذا المجلس لم يحضر اجتماعاته حتى لأداء الحكومة اليمين الدستورية سوى أربعة نواب من أصل خمسين، ومع ذلك يعتبر البرلمان الحالي في دولة الكويت.
 مجلس 2009 يحضر بعض نوابه إلى مكاتبهم، ولكن لا يحضرون لجانه وجلساته، وينعم فيه الأعضاء بمسمى نواب الأمة ومزاياه السياسية كالحصانة والمادية كالراتب والسيارة، ومع ذلك فهو ليس بمجلس. ومجلس 2009 طعن في دستوريته من خلال محاولة إبطال قانون الانتخابات الذي شكله ولكنه فلت منها وتحصن على “سنغة عشرة”، ومع ذلك لم يلتئم وأصبح الحاضر الغائب والمنعدم القائم!
 ومجلس 2009 من النوادر التي ترى فيه أن المعارضة والموالاة تستجوبان رئيس الحكومة، وتغيرت في عهده أربع حكومات، وعزل بسببه أول رئيس وزراء من أسرة الحكم، وما زال هو الباقي، والأكثر من ذلك أن الانتخابات المبطلة زلزلت هذا المجلس وأحدثت تغييراً واسعاً وغير مسبوق في التاريخ النيابي، وبنسبة 70% ومع ذلك يبطل المجلس الجديد، ويبقى مجلس 2009 حتى إن لم يجتمع ولو لمرة واحدة.
 وحتى مع مرسوم الحل الجديد والرصاصة الأخرى على مجلس 2009 إلا أن ذيله سوف يظل “يلبط” لفترة، وقد يؤثر حتى في تعديل الدوائر الانتخابية، وتغيير عدد الأصوات، ومن المحتمل أن يعاد بعثه بحلة جديدة ومسمى مختلف!