أقلامهم

ترفه العنزي: البدون لا بواكي لهم فعزّ ناصرهم وقلّ معينهم فاصبح الظلم صديقا لهم.

الباكديرة
«البدون» لا بواكي لهم
ترفه العنزي
يكفي مدعي «البدونية» خلطاً للأوراق وظلماً لأنفسهم ولأبنائهم وللآخرين
 
«أسوأ اشكال الظلم عدالة مصطنعة» مقولة لأفلاطون. كثير هي الدعوات الدولية لاتخاذ بعض الايام للاحتفال بها سنويا على مستوى العالم فهناك يوم الغذاء العالمي ويوم المرأة ويوم الارض وما إلى ذلك من مسميات يهدف من اطلقها الى توصيل رسالة الى العالم و«اليوم العالمي للعنف» يندرج في هذا الاطار وجاء استشعارا وتوافقا مع الهوجة الكبرى للعنف على مستوى العالم فلا للعنف بكل اشكاله سواء نفسي ومعنوي اواقتصادي اوالعنف الاسري وماينتج عنه من مآس تربوية واخلاقية او العنف المجتمعي وما يخلفه من تفكك لأركان المجتمع او عنف الدولة وتعسفها بحجة فرض هيبة واحترام القانون او ذلك العنف والحرب التي تلجأ الى استخدامها الدول القوية ضد الشعوب والدول الاضعف منها ولا تقتصرالشكوى من استخدام العنف على محيطنا العربي او دول العالم الثالث فحسب بل مورس ويمارس في ارقى الديموقراطيات ففي امريكا مورس ضد حركة (احتلوا وول استريت) وفي بريطانيا نزول قوات الشرطة والوحدات العسكرية في بعض المناسبات كاحداث مانشستر والامثلة كثيرة ولا اقصد اطلاقا فيما سقت من امثلة التبرير لما حدث وسيحدث مستقبلا من استخدام للقوة ضد المتظاهرين وفض التجمعات وآخرها ماحدث في منطقة تيماء فمن حق الدولة ان تضبط الشارع وتوجه حركته وفقا للقانون ومقتضيات المصلحة العامة ولكن ما يحدث في الكويت هوتطبيق وفرض هيبة الدولة غالبا على الجانب الاضعف وهم بسطاء الناس وخصوصا «البدون» فلا بواكي لهم فعزّ ناصرهم وقلّ معينهم فاصبح الظلم صديقا لهم والظلم ظلمات يوم القيامة يوم الحسرة والندامة ففي كل مناسبة يخرجون بها تجد اعدادا هائلة من القوات الخاصة وقوات مكافحة الشغب لهم بالمرصاد على الرغم من سلمية خروجهم ومطالباتهم التي تتمثل بتوفير العيش الكريم لاسرهم كحال باقي حلقات هذا المجتمع بمواطنيه ووافديه ولكن كونهم الحلقة الاضعف ولا ناصر لهم.. تستأسد عليهم بعض القوى الامنية وغير المنضبطة احيانا وتتصيد لحركاتهم بغية الانقضاض عليهم على الرغم من انهم يحملون صور صاحب السمو وسمو ولي العهد والصور التي نقلتها وسائل الاعلام للمطاردات ما هي الا وصمة عار فهل يعقل ان فصيلا يطارد طفلا فهذا ماشاهدته عبروسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فماذا ابقينا للدول الدكتاتورية الظالمة فقد مارسنا الضرب والسحل واستخدمنا المياه الحارة والهراوات والقنابل الدخانية والرصاص المطاطي.. يا سادتي ما شاهدته لايمكن ان يحدث في الكويت الديموقراطية دولة المؤسسات ودولة القانون دولة الدستور دولة الناس سواسية امام القانون فأين السواسية في هذا الجانب واذا كان البعض يرى ان هذه المظاهرات والتجمعات غير قانونية ولم تحصل على الترخيص المطلوب فما الضير من منحهم اياه ومنحهم حق التعبير السلمي لشرح معاناتهم امام العالم وقبل ذلك ايصالها للمسؤولين بطريقة حضارية فمعيشتهم صعبة ليس بسبب ضعف امكاناتهم ولكن بسبب سيف اللجنة المركزية المسلط على رقابهم فهم يقتلون ويصلبون في اليوم مئة مرة والتي حدد لها سقفا زمنيا اعلى لحل مشكلتهم ورغم تجاوز اكثرمن نصفه كان انجازها العظيم استحداث ألوان بطاقات لهم ولا اعتراض على ذلك ان الهدف الاسمى تجنيس من يستحق وتوفير سبل العيش الكريم والاقامة الدائمة للاخرين ولكن ما زالوا لاوظائف ولا تعليم ولا طبابة لائقة ولا اجازة قيادة ولا احترام لأدميتهم وانسانيتهم ومن هم «البدون» أليس منهم ابناء الكويتيات واقرباؤهم اليس فيهم احفاد العاملين الاوائل في النفط اليس منهم من نسج العنكبوت على ملف آبائهم واجدادهم باللجنة العليا أليسوا ابناء الشهداء ممن ضحوا بارواحهم في الحروب القومية وعندما عادوا وعدوا بالجنسية وتم الالتفاف على هذا الوعد ومنحوا حق التقاعد المنقوص ومن هم البدون؟ أليسوا من شكل نواة الجيش الكويتي في حفرالباطن وحينها وعدوا بانه لابدون بعد هذا اليوم ومن هم البدون اليسوا من دافع عن الكويت في 8/2 ضد الغزو العراقي البربري فمنهم من قضى نحبه ومنهم من أسرومنهم من هو على رأس عمله حتى اليوم ومن البدون الاطباء والمهندسون والفنيون والممرضون والمعلمون ويتفوق الكثيرمنهم علميا وثقافيا دون منة حكومية ويستغلهم القطاع الخاص أيما استغلال ألا يمثل اولئك قيمة مضافة عظيمة للمجتمع تقلل من الاعتماد على اليد العاملة الاجنبية؟ ثم لماذا يتعاظم البعض خروجهم للمطالبة بنيل حقوقهم التي اهدرتها جهات حكومية ومجالس الامة المتعاقبة وقلة الناصرين من هيئات المجتمع المدني الا قلة أمنوا بعدالة مطالبهم وقانونية قضيتهم التي قررها قانون 63/17 بشأن تحديد من هوالاجنبي وصولا لقانون 80/100 الذي الغى القانون السابق وقضية «البدون» وابعادها القانونية والانسانية عصية على الحل في الكويت مالم تكن هناك نوايا حكومية صادقة فالقنبلة الموقوتة وكرة الثلج وجبل الجليد وغيرذلك لم تعد مجرد صفات للبدون فهي تتحول تدريجيا لواقع مع نشوء اجيال متعاقبة وصلت لدى البعض للجيل الرابع والمطلوب رد المظالم وتحقيق العدالة الاجتماعية للبدون وسرعة تجنيس المستحقين للجنسية وتسوية اوضاع غير المستحقين اما مدعي البدونية فيكفيهم خلطا للاوراق وظلما لانفسهم وابنائهم وللبدون الاخرين وظلم الكويت امام المحافل الدولية، وكفانا عبثا ووعودا فلم يعد احد منهم يصدق بوعود اللجنة المركزية ولا الحكومة وكفانا تهديدا ووعيدا فالخوف يموت من قلوب الناس بالاعتياد عليه ويتساوى الموت مع الحياة ويجب ان لاتتوقف المطالبات بحل القضية وان لاتقتصرعلى الايام والمناسبات الدولية وانما وفق جدول وبرنامج زمني يتصدره المخلصون لهذا البلد لتجنيب اخوتنا البدون المشاكل القانونية وكما قال المصطفى عليه افضل الصلاة وازكى التسليم في معنى حديثه (كان الله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه) واذا كانت هناك صعوبة في الحصول على التراخيص القانونية فمن الناحية الاخلاقية نتمنى من الاخوة القائمين على مؤسسات المجتمع المدني احتضان المهرجانات والتجمعات خاصة النقابات المشهرة والتي لاتتلقى دعما حكوميا وان تكون هذه التجمعات متوافقة مع القانون ففي حل هذه القضية المعضلة مصلحة وطنية عليا والوضع لايسمح بمزيد من التسويف فالمنطقة على فوهة بركان قد ينفجر في اي لحظة جنب الله كويتنا ليس حممه ومقذوفاته فحسب بل حتى سماع صوته ومشاهدة صوره والحافظ الله ياكويت.
< فائدة:
لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا
فالظلم مصدره يفضي الى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعوعليك وعين الله لم تنم.